غالباً ما يبرر الرئيس ترامب سياساته، بشأن الأمن القومي، من خلال طرح خيار خطأ للشعب الأميركي: إننا نستطيع إما الحفاظ على أمن أميركا، أو الحفاظ على قيمنا الأساسية. وكانت هذه رسالة ترامب الأساسية في يناير 2017، عندما فرض حظراً على السفر إلى الولايات المتحدة بالنسبة لمواطني سبع دول إسلامية، وهي الرسالة التي سمعناها في الأيام الأخيرة الماضية، عندما أعلن الرئيس توسيع الحظر ليشمل ست دول إضافية هي: إريتريا، وقيرغيزستان، وميانمار، ونيجيريا، والسودان، وتنزانيا.
والحقيقة أن هذه السياسة لا تجعلنا أكثر أمناً، بل تفعل العكس. إنها لا تساعدنا على محاربة الإرهاب والتطرف أو تأمين الديمقراطية في العالم. لقد فصلت، بشكل غير منطقي، آلاف المواطنين الأميركيين عن أسرهم. وهي تعزز رسالة ترامب بأننا يجب أن نخشى اللاجئين وجيراننا من المهاجرين، وتغذي الانقسام والتعصب.
إن الولايات المتحدة هي الأقوى عندما تكون دولة مرحِّبةً وقادرة على جذب الموهوبين من جميع أنحاء العالم. وستكون أكثر أماناً عندما تفعل ذلك. ولهذا السبب، يعارض عشرات خبراء الأمن القومي الحظرَ الحالي. فاستهداف أشخاص من بلدان تشهد بزوغ ديمقراطيات ناشئة للتو، يزيد صعوبة تعزيز القيم الديمقراطية، ويشجع التنمية الاقتصادية وجذب الطلاب الموهوبين الذين يتطلعون للدراسة في الولايات المتحدة.
ونيجريا لديها أكبر اقتصاد وأكبر عدد سكان في أفريقيا، ويمثل النيجيريون أكبر مجموعة من المغتربين الأفارقة في الولايات المتحدة، وبينهم أطباء ومحامون ومهنيون في جميع أنحاء الولايات المتحدة. إن نيجيريا دولة ديمقراطية متعددة الأعراق ومتعددة الديانات في منطقة طالما حاربنا فيها وبقوة، لضمان إرساء مبادئ التسامح والتعددية. وقد شاركت معنا في التحالف الدولي ضد الإرهاب، لاسيما ضد جماعة «بوكو حرام» التي قتلت قرابة 38.000 شخص منذ عام 2011 ودفعت 2.5 آخرين للنزوح. فلماذا، إذن، نختار إضعاف نفوذنا في نيجيريا؟
في الأسبوع الماضي فقط، قضت محكمة العدل الدولية بأنه يتعين على ميانمار اتخاذ خطوات لمنع وقوع مزيد من الإبادة الجماعية ضد أقلية الروهينجا المسلمة هناك. وبدلاً من البناء على هذا الحكم الإيجابي والترحيب بمزيد من لاجئي الروهينجا في بلادنا، اختارت إدارة ترامب، بحظرها الموسع، دفع حكومة ميانمار بشكل أكبر للدخول في دائرة نفوذ الصين.
وأخيراً، استطاعت قيرجيزستان، وهي جمهورية سوفييتية سابقة، الخروج من سيطرة روسيا، ومنذ نيلها الاستقلال عام 1991، أحرزت تقدماً كبيراً في تطوير مؤسساتها الديمقراطية. فلماذا نصعّب على قيرجيزستان حماية استقلالها ورعاية ديمقراطيتها الفتية؟
لقد تم انتقاد هذه السياسة باعتبارها تخلياً عن قيم الولايات المتحدة التي تمزق أواصر العائلات الأميركية، لكن هذه الأمثلة تثبت أنها تنطوي على خطأ خطير في السياسة الخارجية. فرغم أن معظم الأميركيين قد لا يعرفون ذلك مطلقاً، فإن قرارات الرئيس تسبب أضراراً حقيقية للناس من جميع أنحاء العالم.
إنني أقوم بقيادة جهود في الكونجرس لتغيير هذه السياسة من خلال قانون «لا للحظر»، الذي قدمتُه مع النائبة «جودي تشو» (ديمقراطية –كاليفورنيا)، لإلغاء الحظر الذي فرضه الرئيس على المسلمين ومنع أي حظر تمييزي آخر مستقبلاً. ويحدونا التفاؤل بأن يقر مجلس النواب هذا القانون خلال العام الجاري، وإني مصمم على إجراء تصويت عليه في مجلس الشيوخ.
لقد كانت الولايات المتحدة منارة للأمل والحرية لعدة أجيال، إذ بنت سياستها الخارجية وسياسات الهجرة على قيمها، وليس على الخوف. والآن، ليس هذا هو الوقت المناسب لتغيير ذلك.

*سيناتور «ديمقراطي» أميركي عن ولاية ديلاور
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»