سجلت درجات الحرارة في المدن الواقعة في جنوب فرنسا ارتفاعاً قياسياً بالنسبة لشهر فبراير، حيث سجلت أكثر من 25 درجة مئوية (77 درجة فهرنهايت). وقال «باتريك جالوا»، أحد خبراء الأرصاد الجوية في مكتب الأرصاد الجوية «ميتيو فرانس»، إن تدفق تيارات الهواء الأفريقي تجاه الشمال جعل درجات الحرارة تشبه فصل الصيف في مدن فرنسية، من بينها «فريجوس» على البحر المتوسط و«بياريتز» على المحيط الأطلسي. وقال إن الدفء أدى إلى النمو المبكر للنبات وذوبان الثلج في منتجعات جبال الألب.
في مدينة «فريجوس» الساحلية في إقليم «ألب كوت دازور» بجنوب شرق فرنسا، بلغت درجات الحرارة 26.4 درجة مئوية، أي أعلى من الدرجة المسجلة في فبراير 2019 بثلاث درجات وحتى أكثر من درجة الحرارة المعتادة في شهر يونيو. وسجلت درجة الحرارة في «بياريتز» 26.6 درجة مئوية، وهو رقم قياسي بالنسبة للنصف الأول من شهر فبراير ودرجة حرارة يمكن توقعها في يوم صيف عادي.
يقول «جالوا»: «إن الوضع الطبيعي يتطور، حيث إن درجات الحرارة آخذة في الارتفاع، وهي تزداد منذ عدة سنوات. لقد كان شهر يناير معتدلاً للغاية بالنسبة لأوروبا كلها».
في الأيام الأخيرة، سقطت الأمطار في جبال الألب على ارتفاع 2,500 متر، الأمر الذي وصفه جالوا بأنه «استثنائي». وأدى هذا الدفء بالفعل إلى حدوث انحدارات جليدية، مع خطر حدوث انهيارات ثلجية في جبال الألب الشمالية. وقال جالوا «هذه ليست طبقة ثلج عادية تشبه تلك التي تتكون في فصل الشتاء. إنها أشبه بثلوج الربيع».
وستشعر منتجعات التزلج الفرنسية ببعض الراحة في الأيام المقبلة، حيث ستنخفض درجات الحرارة وقد يجلب نظام العواصف ثلوجاً، وتعود المناظر الطبيعية الشتوية إلى الجبال. وأوضح أن درجات الحرارة في الارتفاعات المنخفضة ستعود بشكل أكبر إلى معدلاتها الطبيعية، حتى إن لم يكن الطقس بارداً بالفعل.
 
رودي روتينبيرج*
*كاتب متخصص في الشؤون الفرنسية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»