إن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بتحفيز أبنائها، وحثّهم على نشر القيم والممارسات التي تُعلي من شأن الإيجابية والانتماء، هو اهتمام يتعدى أن يكون شعارات فقط إلى ما هو أبعد من ذلك، فالقيادة الرشيدة التي تتابع عن كثب ممارسات مواطنيها، لتشجع الحميد منها، وتُعطي الحب والتقدير لمن يهب الوطن محبَته وولاءه وانتماءه، وتوقِد في أرواحهم شعلة الأمل بأن من يزرع الخير يلقى خيراً، وأن من ينشر الفرح والإيجابية والنُبل فإن بضاعته تردّ إليه وأزيَد، وأن من يبذل في سبيل دولته الغالي والنفيس، فإنه يلقى الدعم والمكافأة التي يستحق على حُسن خُلِقِه وطيب سلوكه.
وتكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الاختصاصية الاجتماعية شيخة النعيمي ووالدتها تكريماً خاصاً بوسام رئيس مجلس الوزراء، هو خير ما يمكن أن يستهلّ به الإنسان صباحاته وينهي به مساءاته، بوصفه تجسيداً حقيقياً لتقدير أولئك الذين يحملون في قلوبهم قيم حبّ الوطن والإنسان، وهو فخر لكل مواطني الدولة بقيادتهم الحكيمة التي تعزز في الأنفس والأرواح معنى أن يكون الإنسان صاحب قيمة في بلده، وصاحب بصمة وأثر في المحافظة على المكتسبات الوطنية وإعلاء قيم الانتماء والولاء، فقط لأنه يحمل في قلبه همّ بث الطاقة الإيجابية للمحيطين به، فما بالنا عندما يكون أطفالنا هم من تشرق عليهم شمس تلك الإيجابية!
ويشير قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: «أثلجت شيخة النعيمي صدورنا جميعاً، بإيجابيتها، وطاقتها، وحنانها، وتعاملها مع أبناء الوطن كأنهم أبناؤها وأطفالها، هي مثال وقدوة ليس فقط لمدارسنا، بل حتى لمؤسساتنا الحكومية»، إلى الحرص البالغ والاهتمام الكبير الذي توليه القيادة في تشجيع أبنائها على الاستمرار في العطاء وبث روح الحماسة والإيجابية والفرح لكل من حولنا، في أماكن العمل والمدارس والجامعات، والتي إن تم الحرص على بثّها، فإنها ستخلق جيلاً متماسكاً وناجحاً ومستقراً ومتوازناً، نفسياً وسلوكياً ومعرفياً، لتأتي كلمات سموه تعبيراً عن النهج الفريد في استنهاض الإيجابية، لكل من يضرب أمثلة ملهمة في العطاء والأمل وصناعة المستقبل المستدام.
إن تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، المعلمة الملهمة شيخة النعيمي التي ضربت مثالاً حَسَناً في كلماتها الدافئة في استقبال الطلاب في بداية اليوم الدراسي، واحتضانها إياهم بدفء وحنان، هو تشجيع لكل العاملين في قطاع التعليم، وغيره من القطاعات الاجتماعية، بأن تصبح هذه الإيجابية ثقافة وممارسة حياة، وذلك لدورها الكبير في صناعة أجيال يسهمون في رفعة الوطن ورسم مستقبله، وتحولهم إلى متسابقين في نشر هذه الممارسات في كل مواقع ومؤسسات العمل والبناء كافة، أيّاً كان مجالها أو اختصاصها، لتواصل دولة الإمارات المحافظة على صورتها النموذجية في تحقيق الخير والسعادة لأبنائها وللمقيمين فيها ولزائريها.
لقد عززت دولة الإمارات، ومن خلال استراتيجياتها وخططها وسياساتها، تقديم نفسها نموذجاً متفرداً في الإيجابية والطاقة والإنجاز، انطلاقاً من وجود أفراد يتجاوزون حدود محيطهم، سواء أكان في الأسرة أو المجتمع أو العمل، إلى آفاق أرحب من إسعاد كل من حولهم، حيث قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في ضرورة نشر مفاهيم العمل الإيجابي بين موظفي الحكومة: «نريد أن يكون جميع أعضاء فريق عملنا الحكومي في الجهات ذوي روح إيجابية، ونجاح عملنا يقاس بمقدار ما نحققه من سعادة للآخرين وخدمتهم»، الأمر الذي يحفّز الجميع على تطوير واكتساب مهارات تحسن من جودة الحياة، وتعزز التواصل الفاعل مع جميع الأطراف على اختلاف مجالاتهم وثقافاتهم، وتعلي من شأن ثقافة التعايش والتنوع والتسامح، وتشجّع على العمل الجماعي المخلص، وصولاً إلى تحقيق المزيد من الرفعة والتقدّم.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.