يحظى قطاع الشباب باهتمام كبير ومتواصل على الصعيد العالمي، فالشباب لديهم طاقات وفيرة، متفجرة ومتجددة، وهم نصف الحاضر وكل المستقبل، وهم أكثر القطاعات حيوية في كل المجتمعات، بالنظر إلى ما يمتلكونه من طموحات غير محدودة وقدرات كبيرة على العطاء والابتكار، وعلى أي مجتمع يريد أن ينهض ويتقدم، ضرورة أن يولي الاهتمام بالشباب أهمية فائقة، من خلال سياسات محكمة، توظف ما لدى الشباب من قدرات كرصيد مهم في الجهود المبذولة لتطوير المجتمع وتحقيق أهدافه الرئيسية.
وتدرك دولة الإمارات العربية المتحدة الأهمية الحيوية لقطاع الشباب والدور الذي يمكن أن يقوموا به في النهوض بمجتمعهم، ومن ثم يحتل تطوير دور الشباب مكانة بارزة في أجندة العمل الوطني، وهناك تأكيد دائم من قبل القيادة الرشيدة للدولة على أهمية إتاحة الفرص كافة أمام شباب الإمارات ليقوموا بدورهم المنوط بهم في تطوير مجتمعهم في المجالات كافة، من خلال توفير كل الفرص الكفيلة بدعم مشاركتهم في الحياة العامة، وذلك على النحو الذي يجعل من نموذج الإمارات في تمكين قطاع الشباب نموذجاً نوعياً ملهماً.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، حرص قيادة الدولة الحكيمة، برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على تأهيل الشباب وإعدادهم لسوق العمل، من خلال إكسابهم الخبرات والمهارات والأدوات العملية التي تمكنهم من العمل في مختلف القطاعات في الدولة، سواء الحكومية أو الخاصة. وقال سموه، إن تمكين أبناء الوطن يأتي ضمن أولويات رؤية الإمارات واستراتيجيتها التي تَعُدّ الإنسان الهدف الرئيسي للتنمية ومشاريعها الوطنية كافة، بوصفه الثروة الأغلى والمورد الأهم والركيزة الأساسية التي يقوم عليها بنيان الدولة وضمان استمرار مسيرتها نحو التقدم والازدهار. وقد جاء ذلك، لدى لقاء سموه 24 مواطناً ومواطنة يمثلون الدفعة الأولى من خريجي «برنامج تجارة التجزئة المهني لتدريب وتمكين المواطنين للعمل في القطاع الخاص» الذي ينظمه مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني.
والحاصل أن الاهتمام بالشباب يتخذ الطابع الشعاراتي في بعض الدول، ولكن الاهتمام بقطاع الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة، هو اهتمام حقيقي وممنهج، من خلال سياسات محددة، تم العمل بها منذ تأسيس دولة الاتحاد على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وتجسد الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب التي أطلقتها المؤسسة الاتحادية للشباب، حرص دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة على إتاحة الفرص كافة أمام شباب الوطن، ذكوراً وإناثاً، للمشاركة الفاعلة في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة، وفي صنع مستقبل دولة الإمارات وتحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتتكون هذه الاستراتيجية من نهج بشقين يهدف إلى تحديد الأولويات الاستراتيجية الشاملة لقطاع الشباب والشراكة مع الجهات والوزارات الحكومية ذات الصلة لتوضيح ومعالجة احتياجات الشباب والتحديات والفرص. وقد قامت المؤسسة الاتحادية للشباب بوضع مجموعة شاملة من الأدوات والمنصات للتواصل مع الشباب وتمكينهم، ورفع صوتهم، وإبداء آرائهم داخل دولة الإمارات وخارجها.
إن الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تمكين قطاع الشباب، نجم عنها توفير الفرص الكافية أمام شبابنا ذكوراً وإناثاً، للمساهمة بفاعلية في مسيرتنا التنموية التي أصبحت نموذجاً يحتذى به على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهذا الأمر يلقي على الشباب عبء بذل المزيد من الجهود لاستغلال هذه الفرص بشكل كامل، والقيام بدورهم المأمول في تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي نسعى إليه من خلال مئوية الإمارات 2071، والمتمثل في جعل دولة الإمارات الدولة الأفضل عالمياً.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية