عبارات الحزن والتعزية والتأبين انهالت دون توقف، بما في ذلك من رؤساء الدول، وفي الصين، فجع النبأ ملايين الأنصار، وفي عالم الرياضة، أوقف لاعبو دوري رابطة كرة السلة المباريات حداداً على رحيله، ومساء الأحد، توقف حفل توزيع جوائز «جرامي» الموسيقية من أجل تكريمه، وفي دوري أستراليا المفتوح لكرة التنس، كتب اللاعبون عبارة «ارقد بسلام يا كوبي» على أحذيتهم، وفي أوروبا، أشاد لاعبو كرة القدم بخصاله ومناقبه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
نجم نجوم كرة السلة السابق «كوبي براينت»، توفي أول أمس، في تحطم لطائرة هيلكوبتر في جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية، إلى جانب إحدى بناته الأربع، «جانا» البالغة من العمر 13عاماً، الطائرة كانت تقل على متنها آباء وبنات، منهم مدرب في كلية «أورينج كوست كوليدج»، الذي مات إلى جانب زوجته وابنته، ومدربة لكرة السلة، كما كان من بين الضحايا التسع أم من مقاطعة أورينج وابنتها.
براينت كان من دون شك واحداً من أعظم لاعبي كرة السلة في تاريخ الدوري الأميركي لكرة السلة، مسيرته الرياضية الطويلة التي تمتد لعشرين عاماً، والتي انتهت في 2016، تقاطعت مع عهدي نجمي كرة السلة الأميركية مايكل جوردان وليبرون جيمس، إنجازات «براينت» تضاهي إنجازات كليهما، وتشمل 18 مشاركة في «مباريات النجوم»، وخمس بطولات في الدوري الأميركي لكرة السلة، جميعها كانت مع فريق «لوس أنجلوس لايكرز».
حين كان مراهقاً، كانت موهبة «براينت» في كرة السلة جد مبهرة وجد لافتة، لدرجة أنه تخطى الكلية، واستُقطب بشكل مباشر إلى الدوري الأميركي لكرة السلة في سن السابعة عشرة، ليصبح نجماً بسرعة، وفي بداية العشرينيات من عمره، تعرضت سمعته الشخصية لضربة قوية عندما اتُّهم باعتداء جنسي، ولكن في النهاية، تمت تسوية القضية بشكل ودي خارج المحكمة، غير أنه في السنوات اللاحقة، بدا أن سلوكه قد استعاد مكانته الاعتبارية، ولا سيما إخلاصه وتفانيه لزوجته وبناته الأربع.
وفي ما شكّل مفاجأة للبعض، الذين لم يكونوا يرون فيه سوى رياضي، استمر بعد اعتزاله في التفوق في كل من الأعمال التجارية والفنون، ففاز بجائزة أوسكار عن فيلم قصير للرسوم المتحركة القصير، «عزيزتي كرة السلة»، كما شجّع كرةَ السلة النسائية الاحترافية ودعمها، وربما رأى بوادر مستقبل هناك لابنته جانا، وهي أصلاً لاعبة موهوبة.
وقد لا نعرف أبداً الأشياء التي ربما كان سيحقّقها «براينت»، ولكنه حتى في حياة قصيرة لم يكتب لها أن تتم ترك ذكريات خالدة.
جريجوري لام
صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»