أنتمي إلى الجيل الصامت. وهناك أجيال أخرى حظيت باهتمام أكبر مثل الجيل الأعظم وجيل «الطفرة الولادية» وجيل «إكس» و«جيل الألفية» وغيرها. لكن جيلنا لم يسمع به أحد. والأميركيون يسردون عادة قصة بلادنا في مصطلحات ترتبط بالأجيال.
ويضم الجيل الصامت كل شخص وُلد بعد 31 سبتمبر 1927 إلى الأول من يناير 1946. وأعمارنا تتراوح بين 74 و92 عاماً. إنكم تعرفوننا في العمات والأعمام والخالات والأخوال والجدات والأجداد «الثرثارين». فكيف يطلق علينا الناس وصف الصمت؟ وهناك اثنان من أكثر المرشحين الرئاسيين «الديمقراطيين» كلاماً ضمن جماعتنا، وهما نائب الرئيس السابق «جو بايدن» والسيناتور «بيرني ساندرز». إننا في حاجة إلى وصف أفضل. في هذا العام السياسي، بدأت بحقيقة أنه لم يُنتخب أحد من أبناء الجيل الصامت رئيساً. وكاد السيناتور «الديمقراطي» جون كيري المولود عام 1943 أن يفوز بالرئاسة عام 2004. وربما يكون السباق الحالي هو آخر فرصة لجيلنا للفوز بالرئاسة.
والعضوان الآخران من جيلنا اللذان يخوضان السباق هذا العام، هما رئيس بلدية نيويورك السابق مايك بلومبيرج وهو «ديمقراطي» وحاكم ولاية ماساشوستس السابق ««بيل ويلد»، وهو عضو بالحزب «الجمهوري». وأصغرنا سناً، وهم الأشخاص مثلي، فأنا ولدت عام 1945، ستصبح أعمارهم 79 عاماً، أو نحو ذلك في يوم الانتخاب عام 2024. فإما أن يفوز بيرني أو بيل أو جو أو مايك بالرئاسة عام 2020، وإلا ضاعت فرصة الرئاسة إلى الأبد على جيلنا. فلم يعد لدينا الكثير.
وأهم سبب لم يجعل أياً منا يفوز بالرئاسة هو أن عدد جيلنا صغير. فقد أشار مركز بيو البحثي إلى أن عدد أفراد جيلنا بلغ 30 مليوناً، فحسب، عام 2015 وهو عدد أقل بكثير عن الأجيال الأكثر شهرة، حتى قبل أن يبدأ أفراد جيلنا في التساقط موتاً. وذكر بيو أن إحصاء الأشخاص الأحياء عام 2015 أظهر أن هناك 75 مليوناً من جيل الطفرة الولادية ممن ولدوا بين عامي 1946 و1964، وهناك 66 مليوناً من أفراد الجيل «إكس» ممن ولدوا بين عامي 1965 و1976، وهناك 75 مليوناً من «جيل الألفية» ممن ولدوا بين عامي 1977 و1995، وهناك 69 مليوناً من الجيل ««زد»، الذين ولدوا بدءاً من عام 1996 إلى الآن، ومازالوا ينمون. وندرة أعداد جيلنا هو ما يميزنا. فالكساد العظيم والحرب العالمية الثانية جعلت معدل المواليد في جيلنا منخفضة. وهذا ما جعل الجيل التالي لنا مباشرة، لا يحتفي بشيء لديه، إلا خصوبة الآباء.
لكن كيف حصلنا على هذا الاسم في المقام الأول؟ فقد جاء في ويكيبيديا «شعر عدد كبير من أفراد جيل الصمت أنه من الخطر أن يتحدثوا حين كانوا صغار السن في عهد المكارثية». واستخدمت مجلة «تايم» مصطلح الجيل الصامت، للمرة الأولى، في مقال نُشر في 5 نوفمبر عام 1951 بعنوان.. الجيل الأصغر.. ورغم أن المصطلح سابق فيما يبدو على هذا النشر. ويشير عدد من الخبراء إلى أن الوصف جاء نتيجة النشأة في عصر كان يُرى فيه الأطفال ولا يتم الاستماع إليهم. وربما كنا نمثل من وصفهم الرئيس ريتشارد نيكسون «الغالبية الصامتة».
ولدى جيلنا بعض المزايا الجديرة بالإعجاب. فقد كتبت «كريستان وجنار»، وهي مستشارة مالية تقول إننا «نتميز بكوننا أكثر الأجيال على الإطلاق صحة وتعليماً وثروة. والجيل الصامت يؤمن بالعمل الجاد ويعملون لساعات طويلة. لقد نشأوا في أوقات هشة ولذا ادخروا أموالهم التي كسبوها بشق الأنفس». وهذا يصدق على كاتب هذه السطور. فأنا أرتدي ملابسي حتى تبلى. وحين كنت طفلاً، كان أبواي يتركاني أتكلم بحرية، لكن خبرتهم في الكساد تركت أثارها على نشأتي. لقد تركوا لي إرثاً قيماً.
وقد ولدنا في وقت شدة، لكننا بلغنا الرشد في وقت الرخاء. وواجهنا منافسة أقل على فرص التعليم في الجامعات وفرص العمل. واقترح بعض الباحثين إطلاق مصطلح «الجيل المحظوظ» علينا. وهذا كل ما يتعين علينا تقديمه وهو أننا محظوظون. وأنا لا أذكي أي شخص من أي جيل يخوض السباق على الرئاسة عام 2020. لكن مع التقدم نحو المستقبل، تحتاج بلادنا إلى كل حظ تستطيع الحصول عليه.
*جاي ماثيوز
*صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»