لم يتنفس العام الجديد الصعداء بعد، حتى يطل بعض المؤسسات المعنية بمشاكل العالم قبل وقوعها لقراءة المشهد المقبل. سنورد التقرير الخاص بهذا الشأن، الذي أعده «المجلس الأطلسي» الأميركي، والذي يرى أن العالم تتهدده خلال العام الجديد 10 مخاطر جيوسياسية، هي إعادة انتخاب ترامب أو فوز منافس «ديمقراطي»، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانهيار منظمة التجارة العالمية، والتهديد الكوري الشمالي، وانهيار الاستقرار، وزوال التحالفات، وانتشار الأسلحة النووية، وتراجع الدور الأميركي في الشرق الأوسط، وحدوث أزمة اقتصادية شرسة في أميركا والصين والاتحاد الأوروبي.
نقول ابتداء من الغرابة بمكان أن لا يتطرق التقرير إلى استمرار خطر التطرف والإرهاب والعنف كتحد كوني لم تسلم منه قارة طوال العام الماضي.
سنعرج على بعض تلك «المخاطر» لعلها لا تكون كذلك بل بصائر للتغيير نحو الأفضل.
بالنسبة لترامب هل كان أحد المخاطر فعلاً أم أنه لشعبه كان مكسباً اقتصادياً لم يمر على تاريخ أميركا من قبل، حتى الساعة وإلى ساعة الانتخابات سواء في عزله وعدم انتخابه أو إعادة انتخابه، فإن فرص انتخابه أكبر.
فالذي يهم المواطن الأميركي من ترامب هو هذه الأرقام في «bloomberg»: وفقاً لتقرير وزارة العمل، تمت إضافة 164,000 وظيفة جديدة في الولايات المتحدة في يوليو 2019، كما ارتفع متوسط الأجور بنسبة 3.2% خلال الأشهر الـ12 الماضية، واستقر معدل البطالة عند 3.7%، بالقرب من أدنى مستوى في نصف قرن.
أما قضية «بريكست»، فيستمر الجدل حولها لقرابة خمسة أعوام قادمة، فهي لن تقف عند «2020»، بل عابرة لها.
رسمياً سنكتفي بما ورد في كلمة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون:
- نتيجة الانتخابات العامة وضعت حداً لأي احتمال بإجراء استفتاء ثان للبريكست
- سنخرج من الاتحاد الأوروبي كما هو مقرر في 31 من يناير
- سنتمكن الآن من تنفيذ خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي دون تردد أو تشكيك
- سنعمل على وضع نظام جديد للهجرة.
فلنصغِ إلى رأي أهل الشأن في أمر «بريكست» داخلياً في مقال ل«سايمون مونتليك» بعنوان «بريطانيا وبريكست.. ضغوط جديدة»، يرى فيه أن الانتصار الحاسم الذي حققه جونسون أدى إلى قطع سنوات من عدم اليقين الموهن بشأن اتجاه المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، قد يكون الإعداد الدستوري داخل المملكة المتحدة أكثر صعوبة بعد الانتخابات التي عمّقت الانشقاقات ما بعد بريكست.
و في السياق ذاته الذي يؤكد على المخاطر السابقة ذكر «مارك لينش»، في مقاله بصحيفة ال«Washington Post»، أن هناك ثلاثة أمور يجب مراقبتها في الشرق الأوسط خلال العام المقبل: أولها، الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث إن فوز أي مرشح «ديمقراطي» على ترامب، سينتج عنه اتباع الولايات المتحدة سياسات عكسية حادة في منطقة الشرق الأوسط. وثانيها، أن النزاعات في منطقة الخليج ستزداد صعوبة وسيصبح من الصعب السيطرة على احتمالية حدوث تصعيد غير مقصود، وذلك في ظل حملة «الضغط الأقصى» ضد إيران. أما الأمر الثالث، فهو توقع المزيد والمزيد من الاحتجاجات الشعبية في عام 2020.
أما قصة كوريا الشمالية فقد فتح لها ترامب فصلاً جديداً بعد المصافحة التاريخية مع «كيم» فها هو ملخص العلاقة الحالية من طرف كيم وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز»: أعلن الزعيم الكوري الشمالي، أن بيونج يانج أنهت الوقف الاختياري للتجارب النووية وتجارب الأسلحة الباليستية العابرة للقارات، وقال «كيم» أمام مسؤولين في حزبه الحاكم «سيشهد العالم سلاحاً استراتيجياً جديداً ستمتلكه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في المستقبل القريب».
وأضاف أن نطاق الردع النووي سيعتمد على الموقف المستقبلي للولايات المتحدة، ما يترك الباب مفتوحاً أمام الحوار.
وتأتي تصريحات «كيم»، بعد أن انتهت مهلة غايتها نهاية عام 2019 كان قد منحها للولايات المتحدة لاستئناف المحادثات النووية.