بينما تعافت الأسواق العالمية من مخاوف الركود التي عرفتها قبل بضعة أشهر، ما تزال الأسر الكندية تشعر بالقلق من اتجاه اقتصاد البلاد نحو الركود، وفي دراسة استقصائية أجرتها مؤخراً مجموعة «نانوز للأبحاث» لصالح «بلومبيرج نيوز»، قال 55% من الكنديين إن هناك فرصة «محتملة إلى حد ما» لحدوث ركود هذا العام، وقال 33% فقط إنه من غير المرجح حدوث كساد، بينما قال 12% إنهم غير متأكدين.
وفي حين أن مخاوف الجمهور تتعارض مع توقعات الاقتصاديين، بالنسبة للنمو المتواضع المتوقع حدوثه عام 2020، تعكس التصورات المتفائلة شعوراً سائداً بالحذر الذي يلاحق الأسر الكندية منذ عام وقد أثر على سلوكها، فأبطأ الكنديون، المثقلون بأعلى معدلات ديون الأسر في العالم، وتيرة إنفاقهم إلى أدنى مستوياتها منذ نصف قرن، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنهم يدخرون استعداداً للأزمة المحتملة، وهذه أخبار سيئة بالنسبة لاقتصاد كان يعتمد بشكل كبير على المستهلكين لدفع النمو، في ضوء سجل الاستثمار والصادرات الضعيف خلال العقد الماضي.
وكتب «أندرو هاسبي»، من بلومبيرج ايكونوميكس، في تقرير: «سيكون التوسع في كندا ضعيفاً خلال 2020، في ظل أعباء المستهلكين المثقلين بالديون، ومخاطر التجارة العالمية والشكوك المستمرة في الأعمال، إن الاقتصاد المفتوح يشعر بالنمو البطيء في الولايات المتحدة وبضعف التصنيع العالمي، ويجب أن يمنع سوق العمل القوي والحوافز السياسية التباطؤ من التحول إلى ما هو أسوأ».
كان الحديث عن الركود العالمي في الأسواق المالية سائداً في معظم العام الماضي، لكن هذه المخاوف تلاشت في الأسابيع الأخيرة، وسط بوادر على استقرار الاقتصاد العالمي، بفضل التفاهم التجاري بين الصين والولايات المتحدة، واعتماد سياسة نقدية أكثر مرونة في العالم.
ويتوقع الاقتصاديون، أن يتوسع الاقتصاد الكندي بنسبة 1.6% هذا العام، أي بنفس معدل 2019، ومن ناحية أخرى، فقد تراجع نمو الاقتصاد الأميركي من 2.3? إلى 1.8% عام 2019، وهناك مؤشرات على أن مخاوف المستهلكين الأميركيين قد استقرت.
ثيوفيليوس أرجيتيس
مدير مكتب بلومبيرج في أوتاوا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»