ربما تفاجأت رئيسة الوزراء الفنلندية «سانا مارين» حين وجدت في الآونة الأخيرة عناوين الأنباء العالمية، أنه أشيع عنها أنها صاحبة الفضل في بحث مدى جدوى العمل لأربعة أيام فقط في الأسبوع. لكن حكومة «مارين» قضت على هذه الشائعة أول أمس الثلاثاء. والواقع أن فكرة العمل لساعات أقل كانت «مارين» قد تناولتها لفترة قصيرة في أغسطس الماضي قبل أن تصبح رئيسة وزراء فنلندا في ديسمبر. وجاء في تغريدة نشرت يوم الثلاثاء الماضي أن الحكومة تريد أن توضح أن العمل لمدة أربعة أيام ليست على قائمة الأولويات و«ليس هناك أي تناول في الآونة الأخيرة» للموضوع.
وكانت «مارين» قد ناقشت الفكرة في جلسة نقاش في الذكرى السنوية 120 للحزب «الاشتراكي الديمقراطي» الصيف الماضي، حيث بحث متحدثون إنجازات الحزب وقدموا رؤى لقضايا المستقبل. ويجد الحزب صعوبة في جذب مؤيدين من الناخبين الشباب في الوقت الذي أصبح فيه الأشخاص في سن المعاش هم الجماعة الأكثر هيمنة على قاعدة مؤيديه. وقدمت «مارين» تصورات «يوتوبية» في وصف مستقبل تصبح فيه دولة «الرفاة» للحزب «الاشتراكي الديمقراطي» محايدة في إنتاج الكربون وتعمها المساواة.
وحين سئلت «مارين» يوم 17 أغسطس: «لماذا لا تكون الخطوة التالية هي أربعة أيام في الأسبوع والعمل لمدة ست ساعات في اليوم؟ هل ثمانية ساعات هي الحقيقة النهائية؟» ردت بالقول «اعتقد أن الناس يستحقون المزيد من الوقت لأسرهم وهواياتهم وحياتهم. قد يكون هذا هو الخطوة التالية لنا في حياة العمل». وتشير بيانات مكتب الإحصاء أن الفنلنديين يعملون نحو 40 ساعة في المتوسط في خمسة أيام في الأسبوع. لكن البطالة مازالت مرتفعة في البلاد وكثيرون يجدون أنفسهم خارج قوة العمل. وهذا دفع إلى نقاش واسع النطاق بشأن العمل في فنلندا في السنوات القليلة الماضية بما في ذلك أول تجربة على نطاق البلاد بشأن صيغة للدخل الأساسي أجرتها حكومة يمين الوسط السابقة بين عامي 2016 و2018. ويحكم الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» الذي تنتمي إليه «مارين» مع أربعة أحزاب أخرى من اليسار والوسط.
كاتي بوهيانبالو
*رئيسة مكتب بلومبيرج في هلسينكي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»