تعد منظمة الأولمبياد الخاص حركة من أجل الأشخاص من ذوي الاختلافات الفكرية،  وقد أعطيَ الملايين من الناس هذه الصفات ومن ثم تم وضعهم تحت الرعاية أو تعقيمهم أو إخضاعهم لإجراء التجارب عليهم. وفي عام 1967، تم احتجاز ما يقرب من 200,000 أميركي ممن أُعطوا هذه التشخيصات في ظروف صادمة.
وقد علّمنا هذا التاريخ القاسي درساً لا يُمحى: فقد حدد أشخاصاً باعتبارهم مختلفين تماماً عن المجتمعات التي يتقاسمها بقيتنا، والخطوة التالية يمكن أن تكون تصميماً أعمى على شيطنتهم وإيذائهم.
وغالباً ما تستند هذه التسميات اللاإنسانية إلى تعميمات مضللة بشدة. فقد تم الحكم على الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية بمقياس واحد: نسبة الذكاء (IQ). واستُخدِم هذا الاختصار الوحيد والغامض والمحدود لتبرير ضرر وحتى تدمير الملايين من الناس. فالأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية غالباً ما يكونون أكثر هشاشة، لكن الكثيرين منهم يتمتعون أيضاً باللطف والطيبة، وهي هبات لا يقيسها مقياس نسبة الذكاء.
واليوم، خلص معظم الأميركيين إلى أن هناك مجموعة «مختلفة» تماماً تستحق الاحترام أو الإدماج. بالنسبة للكثيرين، هذه المجموعة هي ناخبي ترامب. وبالنسبة للآخرين، هي النخب الليبرالية. وبالنسبة لآخرين، هم بعض الناس من ذوي العقيدة المغايرة أو الأشخاص الملونين. والنمط مألوف. شخص ما أو مجموعة لها صفة أو خاصية أو اعتقاد يثير حكماً متطرفاً للغاية ولا يمكن احتماله. و«هم» لا يستحقون احترامنا أو ترحيبنا. لذلك، فإنهم ميؤوس منهم، ولا قيمة لهم. وعلينا هزيمتهم أو إصلاحهم أو سحقهم.
ولا يمكن لمنظمة الأولمبياد الخاص أن تحل التحديات السياسية أو الثقافية في عصرنا، لكنها قد تقدم بعض الدروس التي تسحق التعلم.
أولا، الإيمان، ليس بالضرورة في دين أو عقيدة بعينها، ولكن في الخير داخل كل شخص. اختر أن تصدق أن كل شخص لديه شيء ذو قيمة وجمال لكي يقدمه. والإيمان العميق بالخير داخل كل شخص الخطوة الأولى لمعالجة التعصب ضد ذوي الإعاقات الذهنية.
ثانياً، قابل الشخص الذي استبعدته، وابحث عن عوامل مشتركة. في الأوليمبياد الخاص، يكون العامل المشترك هو الملعب، حيث نضحك ونبتهج ونتنافس. هناك فائزون وخاسرون في ألعابنا، لكن العمل الحقيقي في قلوبنا، حيث يتم التغلب على المخاوف، وتختفي الحواجز، والأهم من ذلك إظهار الإنسانية المشتركة وعلاقات الاحترام.
ثالثاً، تقدير المواهب. في الأولمبياد الخاص، نمنح ميداليات للمتنافسين عندما يدخلون الساحة ويقدمون أفضل ما لديهم. وبدلا من التركيز على التناقض بين مواطن القوة والضعف، تمثل الميداليات مجموعة واسعة من المواهب الإنسانية.
رابعاً وأخيراً، مع فتح القلوب وبدء العلاقات، نبدأ محاولة التعايش مع ألم وتوتر حتميين من مكان يفيض بالحقيقة والمحبة. لا يجب أن يكون هناك «هم» و«نحن». فالجميع ينتمون لنفس المجتمع. جميعنا عرضة للخطر، ونتوق إلى التواصل والبحث عن طريقة لنخدم بعضنا البعض.
أعلم يقيناً أننا لن نتقدم إلى عالم ينتمي إليه الجميع من خلال جلسات الاستماع في الكونجرس أو الأوراق البحثية أو العروض الصحفية أو الخطب الملهمة التي يلقيها أي سياسي. إننا نتوق إلى الاحترام والعطف والتعاطف، ووضع حد للقلق وعدم الثقة اللذين يدمراننا.
ربما حان الوقت للاستماع إلى الذين يسعون إلى علاجنا بدلا من الذين يسعون إلى تقسيمنا. وبعد مرور 51 عاماً على تأسيس منظمة الأولمبياد الخاص، ما زال العمل مستمراً. في المدارس والصالات الرياضية والملاعب في جميع أنحاء البلاد، ينضم الشباب إلى الحركة ويختارون اللعب والتعايش معاً.

*رئيس الأوليمبياد الخاص الدولي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»