يتوقع زعيم «المحافظين» في النمسا «سيباستيان كيرز» التوصل إلى اتفاق للحكم ضمن ائتلاف مع حزب «الخضر» المناصرين للبيئة بحلول منتصف شهر يناير المقبل، وهذا التحالف إن تم سيكون تحالفاً بين «ضدين» في تقدم جديد على الساحة السياسية النمساوية بعد عام ونصف على تحالف «كيرز» مع القوميين الذي انتهى بفضيحة. وأكد كل من «كيرز» (33 عاماً)، ونظيره في حزب «الخضر» ورنر كوجلر (58 عاماً)، أنهما سيحاولان تفادي أية قضايا عالقة، ويتفقان على مجموعة من الوزراء خلال الأيام المقبلة، وأن خطر الفشل في التوصل إلى اتفاق قد تلاشى. لكنهما لم يوضحا برنامج الحكومة المستقبلية.
وقال «كوجلر»: «إن ناخبينا أعطونا تفويضات مختلفة، ولذا فإن اتباع ثقافة سياسية جديدة أمر ضروري لفريقين بينهما اختلاف كبير من أجل تشكيل حكومة»، مضيفاً: «سنحاول كحكومة واحدة أن نكون نموذجاً يحتذى به لتجاوز التناقضات المزمنة في هذه الدولة».
وسيكون التحالف بين يمين الوسط بقيادة «كيرز» و«حزب الشعب المسيحي التقليدي» و«الخضر»، الذي يضم «اليساريين» في الحضر و«المحافظين» في المناطق الريفية، هو الأول من نوعه في النمسا، منذ دخول أنصار البيئة المعترك السياسي النمساوي في ثمانينيات القرن الماضي. ويجمع هذا التحالف الفائزين بالأكثرية في انتخابات 29 سبتمبر الماضي.
ومثل هذا الاتفاق يشكل انعطافة لـ«كيرز»، الذي قاد حزبه للجنوح نحو اليمين، وحكم مع حزب الحرية القومي لمدة 17 شهراً قبل أن ينهار الاتفاق إثر فضيحة حول فيديو مثير للجدل لزعيم حزب الحرية القومي. ويظهر هذا الاتفاق أيضاً موهبة «كيرز» في تغيير الرأي العام، خصوصاً في وقت يشكل فيه التغير المناخي تحدياً وعاملاً مؤثراً في السياسة الأوروبية.
وكرر «كيرز» و«كوجلر» أنه تم انتخابهما من أجل تطبيق سياسات محددة، مثل إعداد موازنة متوازنة وعدم زيادة الضرائب، واتخاذ موقف صارم تجاه الهجرة من قبل «المحافظين»، وتبني سياسات صديقة للمناخ من جانب «الخضر».
بوريس جرويندال*
*مدير مكتب «بلومبيرج» في فيينا
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»