«إنستغرام ينطلق على أمل إشعال ثورة التواصل عبر الصور»، هكذا ظهر هذا العنوان في السادس من أكتوبر عام 2010، على موقع إلكتروني لإحدى شركات التكنولوجيا: وقد كان وصفاً دقيقاً لما فعلته الشركة خلال الأعوام التسعة الماضية. وفي طريقها لحشد أكثر من مليار مستخدم، أصبح موقع إنستغرام مصدراً لأشياء كثيرة: فهو مخزن صور مفرحة للأسرة، ومنصة للمشاهير، وهاوية خفية للتنمر بالمراهقين، لكنه أصبح أيضاً القوة الأكثر تأثيراً في تشكيل التجارة إلى جانب شركة أمازون.
وقد أصبح تطبيق الهاتف المتحرك بصورة ملحوظة منصة لأنماط جديدة من التسويق للعملاء. لكن تأثيره على الإنفاق أشد قوة. لأن كثيراً من الناس باتوا يعيشون الآن حياتهم في بث مباشر عبر الكاميرات، ومن ثم لعب إنستغرام دوراً محورياً في تبديل طبيعة المنتجات التي يشتريها الناس والنظرة إليها، وكذلك الأماكن الواقعية التي يشترون منها.
فمنتجات محددة قفزت من ذيل القائمة إلى صدارتها لتصبح من بين أكثر الأشياء «الواجب» اقتنائها لأنه تمت مشاركة صورها، التي تم التقاطها بعناية، أو أنها حازت إعجابات وتعليقات كثيرة. وتحوّلت سترة عيد الميلاد التي كانت مثار سخرية الكثيرين إلى شيء تعين على شركة «وولمارت» تخزينه بكميات هائلة. وبالطبع، فطن التجار والمصممون لهذه الديناميكية وكانت استجاباتهم مماثلة، فقدموا للمتسوقين مجموعات هائلة من المنتجات العصرية التي تتلاءم مع «ثقافة إنستغرام».
وربما يصعب قياس تأثير إنستغرام على التسوق خلال العقد الجاري بلغة الأرقام مثل تأثير شركة «أمازون»، التي لعبت دوراً محورياً في التحول إلى التجارة الإلكترونية، ويمكن قياسها في حصة الـ38 في المئة من سوق التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة، التي ناهزت تقريباً تريليون دولار، وجعلت من «جيف بيزوس» الرئيس التنفيذي للشركة أغنى رجل في العالم على قائمة بلومبيرج لأصحاب المليارات. لكن ما فعله «إنستغرام» هو تغيير ثقافة المستهلك، ولم يغير طريقة بيع وشراء الأشياء فحسب.. وإنما سبب شرائها أيضاً!
*صحفي أميركي متخصص في قطاع التجزئة
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»