مع اقترابنا من أسبوع الاحتفال بعيد الكريسماس وعيد الحانوكا اليهودي (عيد الأنوار) لدي قائمة بالهدايا التي أريد تقديمها. فأنا أريد أن أقدم إلى «الجمهوريين» في مجلس النواب مرآة، حتى يمكنهم رؤية مدى بشاعتهم مع تقطيب وجوههم من الغضب، حين يصرخون في قاعة مجلس النواب.
وبالنسبة لـ«الجمهوريين» في مجلس الشيوخ، أقدم لهم نسخة من كتاب «ضروب من الشجاعة» بقلم جون كيندي. لعل من يعتبرون أنفسهم «جمهوريين» معتدلين، وكل الذين يحترمون حلفهم اليمين ضمن هيئة المحلفين في مساءلة الرئيس، يستلهمون القيم والأمثلة في الكتاب حين يفكرون في إذا ما كانوا يريدون إجراء محاكمة قوية وعادلة. أيريدون حقاً المشاركة في خدعة ستجعلهم عرضة للإدانة والسخرية حين تظهر في نهاية المطاف القصة الكاملة لما مارسه الرئيس دونالد ترامب من ابتزاز؛ وهو ما قد يحدث، مثلاً، حين ينشر جون بولتون كتابه الذي يكشف فيه كل شيء؟ والواقع أن القيام بما هو صائب في هذه الحالة، قد يكون نوعاً من الحماية السياسية الذاتية.
وإلى ليندسي جراهام، السيناتور «الجمهوري» عن ولاية ساوث كارولاينا، أهدي صورة بالحجم الطبيعي للسيناتور «الجمهوري» الراحل جون ماكين الذي يحتاج جراهام بشدة إلى الاقتباس من حكمته في الوقت الحالي. فقد ضل جراهام طريقه ونسي إخلاصه الشديد للبلاد، مقدماً عليه الإخلاص للحزب وجعل من نفسه تابعاً لرئيس مثير للشقاق.
وإلى ترامب، أهدي كرة مطاطية لتخفيف الضغط النفسي. فترامب يبدو غاضباً للغاية هذه الأيام من «الديمقراطيين» لتأجيلهم نقل بنود توجيه الاتهام إلى مجلس الشيوخ. وترامب غاضب من «الجمهوريين» الذين لا يدافعون عنه بتفانٍ كافٍ. وغاضب من دورية إنجيلية واتتها الجرأة على انتقاده. وغاضب من محاميه لأنهم لم يمنعوا توجيه الاتهام له. وبدلاً من ترك كل هذا العداء يختمر ويتراكم داخله، يستطيع ترامب أن ينفس عنه في الكرة المطاطية.
وإلى «مايك مولفاني» القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض، أهدي علبة أقلام حبر سري. فحين يستهوي ترامب في المرة التالية أن يبعث بخطاب شديد اللهجة يهاجم فيه رئيسة مجلس النواب، أو زعيماً دولياً، ربما يستطيع «مولفاني» أن يتأكد أن النص سيختفي حرفياً قبل أن يصل إلى المقصود بالرسالة.

وإلى «بيت بوتيجيج» رئيس بلدية مدينة ساوث بند بولاية إنديانا، أهدي مجموعة من الدروع. فقد تصدى للهجوم من منافسيه على مسرح المناظرة في الأيام القليلة الماضية، لكن منافسيه لن يتوقفوا.

وإلى إليزابيث وارين السيناتورة «الديمقراطية» عن ولاية ماساشوستس، أهدي آلة زمن. فحبذا لو أنها استطاعت العودة إلى نقطة في الماضي لا ترتبط فيها ببرنامج «ميديكير» للجميع. فبرنامجها الذي بسطته عن الرعاية الصحية أدى إلى هبوط شديد في شعبيتها في استطلاعات الرأي.
وأهدي لجوزيف بايدن، نائب الرئيس السابق، كميات هائلة من الكورنفليكس والقهوة القوية. ولا يسعنا إلا التكهن بأن تناول الكورنفليكس والقهوة القوية ساهم في أدائه الحيوي والقوي في المناظرات. ومهما يكن من أمر ما فعله بايدن- أو أكله أو شربه- يجب أن يعيد ما فعله قبل المناظرة التالية.
وإلى حلفائنا في حلف شمال الأطلسي، أهدي إليهم ساعة عد تنازلي، كي تساعد حلفاءنا الأوروبيين على حساب الأيام السابقة على الانتخابات الرئاسية لعام 2020 التي يأملون بشدة أن يجري فيها اختيار رئيس رابط الجأش، يدرك دور أميركا في العالم وبأنهم، وليس الروس، هم أصدقاء الأميركيين. وفي النهاية أتمنى لكل قرائي موسم عطلات كله بهجة، وأن يكون فرصة لتجديد نشاطهم قبل معمعة العام الجديد.
*صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»