تصطدم الطيور المهاجرة في أميركا بحاجز غير متوقع يؤدي إلى مقتلها، ألا وهو «قوانين البناء»! فقد لوحظ مؤخراً أن المباني المغلفة بالزجاج في المدن المعاصرة، تكون مقابر لهذه الطيور، وهو ما يفضي إلى نفوق مئات الملايين منها سنوياً. وتحت ضغط من منظمات حماية الطيور، لجأ كثير من المهندسين المعماريين والحكومات المحلية في الولايات المتحدة إلى تغيير قوانين البناء لحمايتها من الاصطدام بالمباني.
وخلال الشهر الجاري، مرر مجلس مدينة نيويورك، قانوناً يضع حماية الطيور ضمن قوانين البناء في المدينة. ويشترط في الإنشاءات الجديدة والمباني التي يتم تحديثها استخدام نوع خاص من الزجاج المعالج في محاولة للحد من عدد حوادث الطيور.
وأشارت دراسة علمية إلى أن 599 مليون طائر يموت سنوياً بسبب الاصطدام بالمباني المغلفة بالزجاج، وأن معظم الأنواع المهددة هي من الطيور المهاجرة، والتي تصطدم بالمباني لأنها لا ترى الزجاج.
ومن أكثر المباني المشهورة غير الصديقة للطيور في نيويورك مركز «جاكوب آند جافيتس» للمؤتمرات، وقد استطاع مؤخراً تقليص حوادث الطيور بنسبة 90? بعد استخدامه نوعاً معيناً من الزجاج في عملية التحديث الأخيرة.
ونيويورك ليست الولاية الأولى التي تتبنى قواعد بناء صديقة للطيور، فسان فرانسيسكو أقرت معايير مماثلة منذ عام 2011، وتقول منظمة حماية الطيور الأميركية إن تصميمات البناء الصديقة للبيئة باتت جزءاً من التصميمات المستدامة.
وحتى إذا لم يكن المبنى ناطحة سحاب، فمن الممكن حماية الطيور من الاصطدام بالنوافذ، وبحسب «منظمة الحماية»، تحدث 46? من الحوادث في المنازل، رغم وجود عدد قليل من النوافذ الزجاجية.
وللمساعدة في حماية الطيور، يمكن طلاء النوافذ أو استخدام نماذج من أشرطة التعتيم المخصصة لهذا الغرض، ووضع الملصقات على النوافذ، إلى جانب كثير من وسائل الحماية الأخرى التي تمنع تكرار «حوادث الطيور».
إرين بليكمور
صحفية أميركية متخصصة في الشؤون العلمية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»