تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم كل صنوف الدعم والرعاية للاجئي العالم أينما كانوا، مركزةً اهتمامها على مساندة فئة الشباب منهم، وذلك عبر تأمين فرص التعليم المناسب الذي يضمن لهم ولأسرهم الوصول إلى مستقبل ملؤه النجاح، وجعلهم مسهمين حقيقيين في بناء دولهم ومدّ يد العون إلى شعوبهم بشتى مقومات التقدم والتطور. ويشهد لدولة الإمارات حجم ونوعية الدور الذي تقوم به لدعم الجهود الدولية الخاصة بتوفير التعليم المناسب للاجئين في العالم، والإسهام بفاعلية في تنمية مهاراتهم وخبراتهم على المدى الطويل، وذلك من خلال مجموعة من البرامج والمبادرات التي تخفف من حدة أزمة اللاجئين من فرص التعليم، وتقديم المساعدات المالية والعينية لذلك، انطلاقاً من وجود 3.7 مليون طفل من أصل 7.1 مليون طفل لاجئ في العالم ممن هم في سن الدراسة، لا يرتادون المدرسة، بحسب تقرير صدر مؤخراً عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
المساعدات التي قدّمتها دولة الإمارات في قطاع التعليم، استجابةً للأزمة السورية والمتضررين منها خلال الفترة من 2012 إلى يناير 2019، قدّرت بنحو 190.1 مليون درهم (51.8 مليون دولار)، حيث جاءت هذه الاستجابة لضمان حصول اللاجئين السوريين في كل من الأردن ولبنان وغيرهما، على فرص التعليم المناسبة، وللتخفيف من حدة آثار اللجوء السلبية. كما مثّل المخيم الإماراتي الأردني في منطقة «مريجيب الفهود» ذروة الجهود الإماراتية الإنسانية لغوث اللاجئين السوريين في الأردن في قطاع التعليم، حيث يضمّ المخيم مدارس التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي لكلا الجنسين، وذلك بوجود ما يزيد على ألفي طالب في المخيم، يحتاجون الدعم والتشجيع والتحفيز على المضي قدماً في الدراسة.
أما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فإن لها قسطاً كبيراً ومهماً من دعم دولة الإمارات، بما يعينها على تنفيذ برامجها التعليمية للطلبة ويضمن حصولهم على حقوقهم من التعليم، حيث تشير آخر البيانات إلى أن التعليم استحوذ على أكثر من 80% من قيمة الدعم الإماراتي للوكالة خلال الفترة من 2014 إلى 2019، بمبلغ يزيد على 164 مليون دولار. وفي نوفمبر الماضي، حصلت «الأونروا» على دعم قيمته 5 ملايين و500 ألف درهم، قدّمته مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية لتنفيذ مشروع توزيع مستلزمات مدرسية على طلبة مدرستين في شمال غزة. أما بخصوص اللاجئين السودانيين في أوغندا، فقد قدّمت دولة الإمارات تمويلاً بلغ نحو 5 ملايين دولار لتنفيذ مشاريع تنموية، تتضمن إنشاء مدارس وبناء قدرات المعلمين، وتعزيز المهارات المهنية، بما ينفع نحو 600 ألف شخص من هؤلاء اللاجئين والمجتمع المضيف.
هذه المساعدات، وغيرها الكثير، تؤكد اهتمام دولة الإمارات بمصير الشباب من اللاجئين ومستقبلهم، انطلاقاً من مجموعة من القيم الإنسانية التي تعلي شأن التعاون والتكاتف مع الشعوب التي تعاني ويلات الحروب والأزمات، عبر دعمها مشاريع تركز على مجالات التعليم، وتوفير التعليم الجامعي والتدريب المهني للشباب في مخيمات اللاجئين التي ترعاها الدول المستضيفة، بما يعزز ريادة الدولة في مجال العمل الإنساني الخاص بتقديم خدمات التدريس والتدريب والتأهيل، ويدعم الموارد والمناهج التعليمية الحديثة للشباب اللاجئين في المخيمات والمناطق التي تعاني نقصاً في الخدمات التعليمية.
لقد حرصت دولة الإمارات على مدّ يد العون إلى كل منكوبي العالم، فدعمت المشاريع الصحية ومشاريع الطاقة والبنى التحتية والتعليم، عبر إنشاء مدارس جديدة وصيانة وتحسين ظروف بعض المدارس القائمة، وتطوير البنى التحتية في الجامعات، وإنشاء مستشفيات داخلية تعليمية في بعض الجامعات، بما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين نوعية التعليم ويوفر للمستفيدين بيئة مدرسية آمنة ومحفزة.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.