يوم الخميس الموافق للثاني من ديسمبر عام 2021 ستكمل دولة الإمارات العربية المتحدة عامها الخمسين منذ إعلان قيامها في يوم الخميس الموافق للثاني من ديسمبر عام 1971. وقد أعلنت دولة الإمارات أن العام القادم 2020 سيكون عام الاستعداد للخمسين.
وقدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في سلسلة تغريدات على حسابه في «تويتر»، رؤيته حول عام الاستعداد للخمسين، بالاحتفاء بخمسين عاماً من عمر الدولة، والانطلاق نحو مسيرة الخمسين عاماً القادمة، من خلال تطوير الخطط والمشاريع والتفكير في أجواء تشبه أجواء عام الاستعداد للاتحاد. فـ«قبل خمسين عاماً صمّم فريق الآباء المؤسسين حياتنا اليوم، ونريد العام القادم تصميم الخمسين عاماً القادمة للأجيال الجديدة».
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تغريدات على حسابه في «تويتر»، أن عام الاستعداد للخمسين سيشكل منعطفاً نوعياً في مسيرة الإمارات المباركة، «نكتب فيه فصولاً جديدة في محركاتنا الاقتصادية والمجتمعية والتنموية المتسارعة لنكون الأفضل عالمياً خلال خمسين عاماً قادمة»، داعياً سموه إلى تضافر الجهود لدفع عجلة التنمية واستدامتها، وتحقيق طموحاتنا وتطلعاتنا إلى مستقبل أفضل لإماراتنا.
وقد وفُقت دولة الإمارات كل التوفيق في اختيار العام القادم عاماً للاحتفاء بالخمسين والاستعداد للخمسين، فالخمسون التي ستكتمل بعد سنة واحدة أكسبت دولة الإمارات ثقة أبنائها بها، كيف لا وقد أصبحوا أسعد شعب عربي وباتوا في المراكز المتقدمة ضمن الشعوب الأسعد في العالم؟ واستناداً إلى الثقة بالخمسين التي تشارف على التمام، تمنح الإمارات لشعبها التحدي والمستقبل للخمسين عاماً القادمة. فبالتحدي تُعاش الحياة وتستمر، وما الحياة إلا تحديات لا نهاية لها، والاستعداد للخمسين عاماً القادمة تحدٍ كبير تريد الإمارات أن تخوضه مع شعبها، وهذه العبارة ليست ضرباً من الإنشاء ورص الكلمات، إذ يقال إنه «بعد تسلّق جبل شاهق يجد المرء أن هناك العديد من الجبال الأخرى يجب صعودها»، وقد صعدت الإمارات الجبال الواحد تلو الآخر، وهي إذ تستعد للمزيد من العلا، فإنها تملك رصيداً كبيراً من الثقة بما أنجزت.
أما المستقبل، فلا شيء يدفع الإنسان للإنجاز والعمل وتحمّل المشقة والصعاب مثل المستقبل الذي يرنو إليه ويعمل من أجله، ومهما كانت الحياة سهلة هي صعبة على مَن لا يدري ما الذي تخبئه له الأيام، ومهما كانت الحياة صعبة فهي سهلة على مَن يعمل للقادم من الأيام ويرى مكانه فيها.
لكن الكلام عن المستقبل قد يؤخذ تارة على أنه حقيقي وجدي، وقد يبقى تارة أخرى مجرد أمنيات وأحلام وكلام جميل، ونحن نعرف أن الإمارات جادة في رؤيتها حول المستقبل بالنظر إلى ما أنجزته في الماضي وما تعمل عليه في الحاضر، ومستقبلنا واعدٌ بإذن الله من حيث أننا شهودٌ على ما أنجزنا بالأمس، وشهودٌ على ما نعيشه اليوم.
وأعود إلى حكاية صعود الجبال، فلو قال لك شخص من قمة جبل إنه يخطط لصعود الجبال الأخرى في المستقبل، فقد تسأله: كيف أثق بما تقول؟ فإنه سيرد فوراً: يكفي أنني أقوله لك من فوق هذه القمة! فأنت تثق بما يقول عن المستقبل من حيث أنك تثق بنجاحه الذي تراه أمامك.

*كاتب إماراتي