ما أن برزت «أزمة الدخان» في المملكة العربية السعودية حتى تلقّفتها حسابات مشبوهة في التواصل الاجتماعي لتشن هجمة شرسة ضد الشركات الكبرى في منطقة ميناء جبل علي الحرة، في محاولة لتشويه هذه المنطقة الحيوية التي لا تخدم الخليج فحسب، بل تمتد تغطيتها التجارية إلى الشرق الأوسط بأكمله، فعملت تلك الحسابات على تأجيج فتنة جديدة للتشويش على العلاقات بين الشعبين السعودي والإماراتي، لكن ما لبثت المحاولة أن انقلبت بشكل عكسي حين استشعر الطرفان مبكراً وجود دسيسة في الأفق.
لا شك في أن صناع الإعلام في بعض الدول ومهندسي المواقع المشبوهة والحسابات الوهمية هناك من مرتزقة و«إخوان».. يعملون بلا كلل ولا ملل، وبجهد كبير وعمل متواصل، بعد المقاطعة الشهيرة التي بدأت في عام 2017 من قبل أطراف هامة ومؤثرة، لكن هذه الجهود في الواقع لا تلبث أن تذهب هباءً في ظل استمرار المقاطعة وفشل الوسائل التي تعتمدها تلك الصناعة التي تحاول استغلال كل حدث يطرأ في المنطقة سلباً ضد هذه الدول، وبالأخص فيما يتصل بالعلاقات القوية بين المملكة ودولة الإمارات ومحاولات تقويضها بشتى الطرق والمؤامرات. ولنا في أحداث اليمن خير مثال قبل عدة أشهر، ومحاولات توظيف الشائعات المتعلقة بجبل علي حالياً، مَثل حي قائم هذه الأيام.
واللافت في هذا الموضوع أن صناعة الفتن من جانب ذلك الطرف المعروف بدأت تفقد كل ما كان لها من وهج مصطنع ذات يوم، وأخذت تتهاوى بشكل هزيل وطريف، فقد كشف المغردون حسابات بأسماء سعودية وهمية أراد أصحابها أن يتظاهروا بالسخط على الصناعات التي تدخل السعودية عن طريق شركات تابعة للمنطقة الحرة في جبل علي، وعلى نوعية تلك الصناعات من خلال الزعم بأنها أضرت بالمستهلك السعودي (حسب قصصهم المزيفة)، لكن ظهر أسفل التغريدات أنها تُبث من بلد ثالث معروف!
إن استهداف منطقة حيوية كمنطقة جبل علي، بحجمها الاقتصادي وقوتها الإقليمية، هو بلا شك استهداف لاقتصاد الإمارات المزدهر ومحاولة لتقويض استقرارها الاقتصادي الراسخ ولعرقلة حركة التجارة النشطة فيها. لكن الذي حدث في الواقع هو إشهار لهذه المنطقة زاد من شهرتها ومن التركيز عليها كأيقونة اقتصادية ضخمة ومحرك اقتصادي لا يستهان به ومستقطب رائد للشركات العالمية الكبرى. لقد فشلت حملتهم ونجحت الإمارات وسقطت كل المحاولات السقيمة لتشويه علاقاتها بأشقائها.
وستبقى الإمارات بإنجازاتها وقوة اقتصادها وتحضّر شعبها وتسامي حكامها.. نبراساً يحتذى به للنجاح والتألق، وستبقى علاقاتها مع جيرانها محكومةً بقيم سامية من النبل والحكمة والتسامح واحترام روابط الجيرة والدم، وسيبقى صنّاع الفتن والمؤامرات يراوحون مكانهم، يغزلون فتنة وينقضون أخرى، ولن يحيق بهم إلا الخسران والهزائم المتلاحقة!

*كاتبة سعودية