بعد سنوات حفلت بالفيضانات وحرائق الغابات والاحتجاجات، تجمع زعماء العالم في مدريد لحضور مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، لوضع خطة لتخفيف حدة هذه المشكلة بما يتسق مع اتفاق باريس للمناخ عام 2015. وحتى الآن، تباطأت وتيرة انبعاثات الكربون، لكن مازال يتعين التراجع عن هذه الوتيرة. فالانبعاثات في طريقها لزيادة بنسبة 0.6% بحلول عام 2019 لتبلغ أعلى مستوى على الإطلاق. وخلال الأسبوع الماضي، أكد «تيجاني محمد باندي» رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، على صعوبة الموقف، منبهاً المشاركين في القمة إلى أن «العلم يؤكد بلا تردد على إلحاحية التحرك على المستوى العالمي والقومي». والحكومات والشركات الخاصة مسؤولة عن القسط الأكبر من الانبعاثات على مستوى العالم. فهناك بيانات تشير إلى أن 100 شركة فحسب مسؤولة عن 71% من الانبعاثات على مستوى العالم.
لكن هناك طائفة من الأفراد لا ينتظرون حكوماتهم لتحدد سرعة التغير. فتغيير العادات الغذائية وطريقة السفر قد يؤثر بعمق على حياتنا والبيئة الأكبر. فحين باعت «سينثيا كوست» سيارتها في أغسطس الماضي، كان قراراً صعباً. لكنها تأثرت كثيراً بقصة ظهرت على غلاف الإصدار الإليكتروني لـ«كريستيان ساينس مونتور» عن منازل في ألاسكا تغرق في الجليد الذائب. وألهمتها القصة بأن تحاول تقليص انبعاثاتها من الكربون. والآن تشعر بسعادة بالغة، لأن ركوبها حافلة أو دراجة يجعلها أكثر ارتباطاً بمجتمعها.
وكانت «كوست» واحدة من القراء الذين ردوا على سؤالنا بشأن الطريقة التي يفكرون بها في تغير المناخ في الحياة اليومية. وردت «كوست» قائلة: «لا يمكنني أن أجبر أي شخص على بيع سياراته، أو فعل أي شيء آخر، بشأن تغير المناخ. لكني أعتقد أن أفضل طريقة بالنسبة لي لنقل قيمة التغيير هو تغيير نفسي. فربما يؤثر هذا على شخص آخر».
*صحفي أميركي
ينشر بترتيب مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»