مع إعلانها «جريتا تونبيرج» شخصية العام، قالت مجلة تايم: «إن سياسة العمل المناخي راسخة ومعقدة مثل الظاهرة نفسها، وتونبيرج ليس لديها حل سحري، لكنها نجحت في خلق تحول عالمي في المواقف، وحوّلت الملايين من المخاوف الغامضة، إلى حركة عالمية تدعو إلى التغيير العاجل، وقدّمت دعوة أخلاقية مدوية لهؤلاء الذين هم على استعداد للعمل، وأوجدت شعوراً بالعار لدى أولئك الذين هم عكس ذلك».
لا تخطئوا فهمي، أعتقد أن التغير المناخي يمثل تهديداً خطيراً للكوكب الأرضي ولساكنيه ككل، وعلى العكس من بعض الأشخاص الذين يتصفون بالفظاظة، أعتقد أن تونبيرج قدّمت خدمة عامة في لفت الانتباه إلى التهديد البيئي، ومع ذلك، أجد أنه من غير المجدي التأكيد على أن تونبيرج لديها تأثير فريد وتحولي على الرأي العام، بطريقة ليست لدى أي شخص آخر.
قبل لحظة نجاحها، عندما قامت برحلتها عبر المحيط الأطلسي، في شهر أغسطس الماضي، كان القلق بشأن تغير المناخ قائماً وشديداً بالفعل، وقد سبق لمركز جالوب لاستطلاعات الرأي العام، أن أجرى استطلاعاً في عام 2001، حول اتجاهات الرأي العام، فيما يخص تغير المناخ. وقال منظمو الاستطلاع المذكور: «إن رأي الأميركيين بشأن الاحترار العالمي، ظل ثابتاً في العام الماضي، بالقرب من المستويات المرتفعة، التي وصل إليها في عامي 2017 و2018 وحتى الآن، حيث يعترف ثلثا الأميركيين، وبطرق مختلفة، أن الاحتباس الحراري يمثل مشكلة حقيقية».
وفي شهر ديسمبر 2018، وجدت جامعة كوينيبياك أن «69 في المئة من الناخبين الأميركيين (قلقون للغاية) بشأن التغير المناخي، وقال ما بين 50 و45 في المئة منهم، بما في ذلك 65 -32 في المئة من الناخبين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، إن التغير المناخي سيكون له (تأثير سلبي كبير على العالم) في حياتهم»، وفي نوفمبر 2018. قال 78 في المئة من المشاركين في استطلاع للرأي، أجرته جامعة مونماوث: إن «مناخ العالم يشهد تغيراً يتسبب في حدوث أنماط مناخية أكثر تطرفاً، وفي ارتفاع منسوب سطح البحر»، بينما فضّل 69 في المئة «أن تقوم الحكومة الأميركية، ببذل مزيد من الجهود للحد من نمط الأنشطة، التي تسبب التغير المناخي، وارتفاع منسوب سطح البحر».
ويتناسب هذا مع نتائج استطلاعات الرأي الحالية، ففي نوفمبر ذكر مركز بيو للأبحاث، أن «نحو ثلثي البالغين الأميركيين (بنسبة 67 في المئة)، يقولون إن الحكومة الفيدرالية لا تفعل الكثير من أجل تقليل الآثار الناجمة عن تغير المناخ، وتقول نسب مماثلة نفس الشيء تقريباً، حول جهود الحكومة لحماية الهواء (67 في المئة)، ولحماية نوعية المياه (68 في المئة).. وهي نتائج تتفق كثيراً مع نتائج مركز الدراسات الاستقصائية لعام 2018».
وإذا كنت ترغب في اختيار الأشخاص، الذين غيّروا السياسة، أو أحدثوا تأثيراً فريداً على البلد أو على العالم، فابحث عن صاحب البلاغ الأميركي، وعن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، اللذين يفتحان الطريق لإجراء ثالث محاكمة لعزل رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. فقد كشف ذلك «الواشي»، النقاب عن واحدة من أخطر الممارسات السياسية في التاريخ الأميركي، وكشف حقائق لولاه ما كانت لتخرج إلى النور، أما بيلوسي فقد أدارت عملية التحقيق بشأن العزل بمهارة وحنكة، وتوصلت إلى مادتين تتعلقان بالعزل، تستندان على مجموعة من الحقائق، التي لم يحاجج بشأنها الجمهوريون بعد.
ومرة أخرى، أعتقد أن تونبيرج قد أثارت مزيداً من الاهتمام بالتغير المناخي، لكن المئات والآلاف من العلماء والناشطين والقادة السياسيين كانوا يعملون ويثيرون الجماهير بشأن التغير المناخي منذ سنوات، عندما تريد التحدث عن أشخاص قدموا مساهمة فريدة، فلا غنى عنها هذا العام، فإنني سأختار مباشرة الشخص المبلغ وبيلوسي، فهما يدافعان عن ظاهرة مهددة بالانقراض في وقت حرج، ألا وهي الديمقراطية.

*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»