أحد أكثر الأفكار تواتراً في هذه الإدارة هي أن النساء يكرهن الرئيس دونالد ترامب بمعدلات عالية تاريخياً بينما الرجال أكثر تسامحاً مع تصرفاته. وهذه الفكرة تكتسب زخماً مع الجدل بشأن مساءلة ترامب. فقد أظهر استطلاع رأي بعد الآخر أن غالبية صريحة من النساء يؤيدن مساءلة ترامب في مجلس النواب، وهناك اقتناع بأن مجلس الشيوخ سيزيحه من المنصب، بينما 60% من الرجال يعارضون هذه النتيجة. وتوصل استطلاع للرأي لـ«واشنطن بوست» وشبكة «أيه. بي. سي. نيوز» أجري قبل بداية جلسات الاستماع بقليل إلى أن 56% من النساء يؤيدن المساءلة وإزاحة ترامب من المنصب، بينما هناك 40% من النساء فحسب يريدن بقاء الرئيس في المنصب. وأظهر استطلاع الرأي، على النقيض، أن 54% من الرجال يعارضون المساءلة.
وفجوة الجنس خضعت للدراسة على مدار عقود، وحاول كل حزب تخفيف نقاط ضعفه في الفترة السابقة على الانتخابات. فقد دأب المفكرون الاستراتيجيون للحزب «الجمهوري» أن يجعلوا مرشحيه أكثر قبولاً نوعاً ما لدى النساء. بينما يسعى «الديمقراطيون» إلى تحسين التواصل مع الناخبين الرجال. لكن حقبة ترامب جعلت من هذا حقيقة راسخة مع وجود تفاوتات أكبر عن الرئاسات السابقة، وتتضح في ملامح معركة المساءلة. فمجلس النواب الذي يهيمن عليه «الديمقراطيون» سيصوت لصالح اتهام ترامب بعدم الأهلية بالمنصب، بينما سيؤيد مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه «الجمهوريون» تبرئة الرئيس. وما علينا إلا النظر إلى انتخابات التجديد النصفي عام 2018 التي صوت فيها 59% من النساء للمرشحين «الديمقراطيين» في الكونجرس، بينما صوت 51% من الرجال للمرشحين «الجمهوريين»، وأشارت بيانات مركز «بيو» البحثي إلى أنه في ربيع عام 2018، كان 56% من النساء يقلن إنهن «ديمقراطيات» أو أقرب إلى الحزب «الديمقراطي»، في أعلى مستوى من التأييد النسائي لـ«الديمقراطيين» منذ عام 1992. وأعلن 37% من النساء أنهن ينتمين للحزب «الجمهوري» أو أقرب إليه. وأظهر استطلاعان أجريا بعد شهادة علنية في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب تغييراً طفيفاً في وجهات النظر القومية الإجمالية تجاه مساءلة ترامب.
وأظهر استطلاع للرأي نُشر في الأيام القليلة الماضية أن 61% من الناخبات يؤيدن خروج ترامب من السلطة، بينما يؤيد 40% فقط من الرجال هذا الخيار. وأشار استطلاع رأي لجامعة كوينيباك نُشر في الأيام القليلة الماضية أيضاً أن 53% من النساء يؤيدن المساءلة وإزاحة الرئيس من المنصب، بينما 40% من النساء يعارضن مثل هذا الإجراء. وتوصل هذا المسح إلى وجود تأييد أكبر للرئيس وسط الرجال، فهناك 36% من الرجال يؤيدون المساءلة بينما يريد 58% من الرجال بقاء ترامب في منصبه. وبالإضافة إلى هذا، فأكبر قاعدة لدعم ترامب، وهم الرجال البيض، ما زالت تؤيد رئاسته. وأشارت بيانات استطلاع جامعة كوينيباك إلى أن وجهات نظر النساء تجاه ترامب لا تتغير مقارنة بوجهات نظر الرجال عنه. فبينما 20% من الرجال أعلنوا أن وجهة نظرهم عن المساءلة قد تتغير، هناك 9% فقط من النساء صرحن بأنهن قد يغيرن وجهة نظرهن عن الموضوع. وهذا جزء محوري في الصراع الذي يواجهه «الجمهوريون» و«الديمقراطيون» مع تقدم عملية المساءلة ومع اهتمامهم بكيفية تقديم القضية إلى الناخبين، وكيفية وضع الجانب الآخر في وضع أسوأ.
فقد وجد استطلاع رأي لشبكة (سي. إن. إن.) أن إجمالي الدعم للمساءلة والإزاحة من المنصب بلغ 50% مع معارضة 43% وهي الحصيلة نفسها التي توصل إليها استطلاع رأي في نهاية أكتوبر الماضي. وتوصل استطلاع رأي جامعة كوينيباك إلى عدم وجود تحرك إحصائي كبير وسط كل الناخبين حول الموضوع، في ظل انقسام بالتساوي تقريباً.
وتغيرت نتائج استطلاعات الرأي تجاه القضية عن الربيع والصيف، لكنها استقرت في الأسابيع القليلة الماضية. ففي استطلاع رأي لـ «واشنطن بوست» وشبكه (إيه. بي. سي) نُشر في وقت مبكر من يوليو الماضي، كان هناك 37% من الأميركيين عموماً يؤيدون تدشين تحقيق لتوجيه الاتهام لترامب.
*كبير مراسلي «واشنطن بوست» في الكونجرس
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»