في السنوات القليلة الماضية، أصبحت الأبحاث المتعلقة بسعادة حياة الأميركيين من الأمور التي تهم الإعلام، لكن أنباء هذه الأبحاث لم تكن سعيدة، فقد ارتفع معدل الوفيات الإجمالي، رغم النموذج المتقدم اقتصادياً. ومع ارتفاع معدلات الانتحار والإفراط في تعاطي المخدرات والأمراض السلوكية الأخرى، أصبح مصطلح «وفيات اليأس» متداولاً في قاموس الحياة العامة.
وتطرح كارول جراهام، وهي باحثة في العلوم الاجتماعية تتابع هذه الظواهر، حلولا محتملة للمشكلة وتوضح مدى صعوبتها. والخريطة الجغرافية ناطقة بواقع الحال. فالمناطق التي عانت اقتصادياً ضمن تراجع طويل المدى للوظائف في المصانع، والفرص الأخرى للعمال الأقل مهارة، تميل لأن تكون مركزاً لـ«وفيات اليأس». لكن البحث الذي أجرته جراهام وزميلها سيرجيو بنتو، وكلاهما من معهد بروكينجز في واشنطن، يشير إلى ضرورة استعادة الأمل. فالافتقار للتفاؤل بشأن المستقبل يمثل ملمحاً مهماً لمناطق اليأس، وإن كانت الأقليات في هذه المناطق لديهم شعور أعلى بالتفاؤل من البيض.
وجاء في تقرير جراهام وبنتو، المنشور في أكتوبر، أن «هناك جيوباً بها مستويات كبيرة من الأمل والصمود وسط الجماعات التي لها تاريخ في التمييز والتهميش، لكنها تتقدم تدريجياً ولديها إيمان بالحلم الأميركي». وهذا هو واقع الحال رغم أن الأميركيين السود والهسبانك أسوأ حالا مادياً من الأميركيين البيض.
وأكد جراهام أنه «يمكننا أن نتعلم أيضاً من شبكات الأمان غير الرسمية ودعم الجماعة الشائع في الجماعات الأميركية الأفريقية واللاتينية. وهذا يتضمن الأسر الممتدة والكنائس والهويات الاجتماعية التي تعطي للحياة معنى وغاية فيما يتجاوز الحصول على دخل ووظيفة».
وذكرت جراهام أن من الجهود المبذولة، دعوة أشخاص لالتقاط صور عائلية مع أشخاص آخرين، والنتيجة في حالات كثيرة تمثلت في ابتسام غير متوقع والالتقاء بشخص جديد. وقد وجد جراهام وبنتو أن عناصر التفاؤل أو التشاؤم تلعب دوراً مهماً في السعادة، حتى بعد السيطرة على عوامل أخرى قد تؤثر على درجة تفاؤل المرء، مثل العمر ومستوى التعليم والحالة الاجتماعية.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»