أشار «خيسوس سادي» كبير المفاوضين التجاريين في المكسيك، إلى أن الشروط النهائية للاتفاق التجاري الجديد بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا يمكن أن تكتمل الأسبوع القادم، مما يجعل من الممكن أن يوافق الكونجرس على الاتفاقية بحلول نهاية ديسمبر الجاري.
كان «سادي» يتحدث في «أوتاوا» بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الكندي «جاستن ترودو» وكبير المفاوضين التجاريين في كندا «كريستيا فريلاند». كما التقى «سادي» و«فريلاند» قبل أيام قليلة في واشنطن مع الممثل التجاري الأميركي «روبرت لايتهايزر».
وقد أمضى «لايتهايزر» شهوراً في مفاوضات سرية مع «الديمقراطيين» بمجلس النواب، برئاسة نانسي بيلوسي، بشأن إبرام صفقة تجارية جديدة، لتحل محل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية والتي دامت 25 عاماً، وهو هدف رئيسي للرئيس دونالد ترامب.
وفي العام الماضي، توصلت إدارة ترامب إلى اتفاق مع حكومتي كندا والمكسيك، بيد أنه يجب الموافقة عليه من قبل مجلسي النواب والشيوخ قبل أن تصبح التغييرات رسمية. وقد ضغط «الديمقراطيون» على البيت الأبيض لتحسين الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بكيفية تطبيق انتهاكات شروطه في النهاية، حيث قام البيت الأبيض بفحص مطالب «الديمقراطيين» للتأكد من أن الجميع سيوافقون على المنتج النهائي. وقال «سادي»: «هناك قضايا مهمة لا تزال قيد النظر، لكن تم التغلب على الكثير من المشاكل بالفعل». وأردف: «إذا كانت التعديلات المقترحة عبارة عن تحسينات مقبولة، فلن يكون هناك سبب يمنعنا من المصافحة الأسبوع المقبل».
وكانت بيلوسي و«الديمقراطيون» في مجلس النواب بقيادة «ريتشارد نيل»، رئيس لجنة الطرق والوسائل في مجلس النواب، يؤيدون التغييرات التي من شأنها ضمان إنفاذ الاتفاقية بطريقة تساعد العمال الأميركيين، وتمنع المزيد من الاستعانة بالوظائف الأميركية في الخارج. وألقى ترامب باللوم على «الديمقراطيين» لتأجيل التصويت على الإجراء، لكن «الديمقراطيين» ردوا بأنهم كانوا ينتظرون ترامب لتقديم التفاصيل النهائية للاتفاق.
وأصر «سادي» على أن المكسيك وافقت على تنفيذ «إصلاح عمالي كبير وعميق، وأنه تم التفاوض على إجراء تحسينات كبيرة على أحكام تسوية المنازعات، التي تعتبر نقطة ضعف في اتفاق نافتا التجاري الحالي».
وأوضح ترودو على تويتر، بعد اجتماع الجمعة الماضية مع «سادي»، أن «الشراكة بين كندا والمكسيك قوية وكذلك التزامنا بتنفيذ اتفاق نافتا الجديد». ويذكر أن اتفاقية «نافتا» كانت تهدف إلى توسيع التجارة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك عن طريق إزالة التعريفات، وغيرها من الحواجز المفروضة على البضائع التي يتم شحنها بين البلدان. وقد فتح الاتفاق التجارة، لكنه أيضاً أثبت أنه معطِّل فيما يتعلق بإنشاء سلاسل جديدة لإمدادات التصنيع انتقال الأعمال والوظائف. وقد اتفق العديد من «الديمقراطيين» مع ترامب على أن الاتفاق شرَّد العمال الأميركيين، من خلال نقل الوظائف الأميركية مرتفعة الأجر إلى المناطق ذات الأجور المنخفضة في المكسيك.
وهاجم ترامب «نافتا» باعتباره «أسوأ تاريخ تجاري على الإطلاق» وهدد أثناء حملته الرئاسية لعام 2016 بأن سينسحب منه بالكامل عند تولي السلطة. وبدلاً من ذلك، انخرطت إدارته في مفاوضات مع «الديمقراطيين» في مجلس النواب لاستبداله باتفاقية جديدة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وإذا وافق الكونجرس على الاتفاق الجديد، فسيكون ذلك بمثابة انتصار سياسي كبير للرئيس الذي استخدم خلال العامين الماضيين، تعريفات الاستيراد والتهديدات بالانسحاب من منطقة التجارة القارية لإجبار كندا والمكسيك على الدخول في مفاوضات لم تكن أي من الدولتين تريدها.
وسيكون الاتفاق الجديد أهم إنجاز حتى الآن في سياسة الرئيس التجارية الأميركية المعروفة باسم «أميركا أولاً»، لكنه سيكون له تأثير إيجابي متواضع على الإنتاج والوظائف، بيد أنه سيحدث تغييراً حاداً في سلاسل إمداد السيارات الأميركية، من خلال اشتراط أن يتم إنتاج 40% من كل سيارة من قبل عمال يحصلون على 16 دولاراً في الساعة.
إريكا ويرنر* وديفيد لينش**
*صحفية متخصصة في أخبار الكونجرس
**صحفي في القسم المالي بصحيفة «واشنطن بوست»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»