تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم بذكرى اليوم الوطني الـ48، وتتزامن الذكرى السنوية لنشأة الدولة الاتحادية هذا العام مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» عام 2019 عاماً للتسامح، تأكيداً على ترسخ قيم التسامح والتعايش الداخلي والخارجي في سياسة دولة الإمارات، وتطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والاعتدال التي تتبنّاها منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وقد استندت سياسة المساعدات الخارجية للدولة على دعائم إنسانية، متجاوِزةً العرق واللون والدين وحتى التوجهات السياسية للدول، فدعمت المشاريع التنموية في المجتمعات وأسست برامج التعليم، كما رسّخت سياسات الحوكمة، إضافة إلى مساهمتها الفاعلة في أعمال الإغاثة خلال أوقات الطوارئ والأزمات.
ويُعد البعد الإنساني توجهاً أصيلاً للسياسة الخارجية الإماراتية، فمنذ قيام الاتحاد ترسخت قيم التسامح والعطاء والتعايش الإنساني والتطوع والعمل الخيري.. التي أرساها الشيخ زايد كمرتكزات قامت عليها السياسة الخارجية لدولة الإمارات منذ التأسيس وحتى الوقت الحالي. ويستند الدور الإنساني لدولة الإمارات إلى نموذج مركب من عناصر إنسانية عالمية، تتجسد في مبدئي التضامن الإنساني والتعددية الثقافية، ومقومات إسلامية تحض على التكافل الإنساني والتضامن الإسلامي، والقيمٍ العربية الأصيلة المستندة إلى الكرم والإيثار وعدم التخلي عن الإخوة والأصدقاء وقت الشدة والتكاتف والعطاء. وقد أكد تواصل مسيرة العطاء الإنساني تربُّع دولة الإمارات على رأس قائمة الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والإنمائية على مستوى العالم، ولأعوام متتالية، وذلك طبقاً لما أعلنته لجنة المساعدات الإنمائية التابعة للمنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية، وبقيمة منح بلغت 20 مليار درهم قدّمتها الإمارات خلال عام 2018، بنسبة نمو بلغت 14.7% مقارنة بعام 2017.
كما تجلّت السياسة الإنسانية لدولة الإمارات في الدعم المقدم لليمن الشقيق على مدار سنوات، إذ احتلت الإمارات المركز الأول عالمياً، كأكبر دولة مانحة للمساعدات للشعب اليمني خلال عام 2019، وذلك وفقاً لتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» حول البلدان الممولة لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن، منذ بداية عام 2019 ولغاية 23 سبتمبر الماضي، حيث بلغت قيمة المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب اليمني الشقيق، منذ عام 2015 ولغاية 23 سبتمبر 2019، نحو 21.70 مليار درهم (5.91 مليار دولار). واستحوذت المساعدات الإنسانية على نسبة 37% من إجمالي قيمة المساعدات الإماراتية المقدمة، أي 7.93 مليار درهم (2.16 مليار دولار).. بينما استحوذت المساعدات التنموية وإعادة التأهيل ومشاريع دعم إعادة الاستقرار على 63% من قيمة المساعدات الإماراتية؛ أي مبلغ 13.70 مليار درهم (3.73 مليار دولار).
وتدرك دولة الإمارات أهمية الدبلوماسية الإنسانية كأحد مصادر القوة الناعمة للدولة، فعملت في سياستها الخارجية على ترسيخ الأبعاد الإنسانية في سياستها الخارجية، واتجهت مساعداتها الإنسانية إلى دول العالم، بعيداً عن أي اعتبارات عرقية أو دينية أو مذهبية أو غيرها، في تجسيد عملي لمعنى التسامح والأخوّة الإنسانية. فالمساعدات الإنسانية، وعبر سنوات من العطاء، ساهمت في تشكيل صورة الدولة في الخارج، عبر رسائل إيجابية للصداقة والشراكة. لذا، ومنذ نشأت الدولة الاتحادية، كان اختيار القيادة الرشيدة التركيز على القوة الناعمة سبيلاً للمساهمة في التنمية على المستوى العالمي، وتأسيس بصمة إنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وعلى مدار السنوات، حققت برامج المساعدات التي قدمتها الدولة نجاحات باهرة في مساعدة الشعوب والمجتمعات التي تواجه أزمات إنسانية من صنع الإنسان أو نتيجة لكوارث طبيعية، فكانت البصمة الإماراتية الخيرية والإنسانية حاضرة، وقد حققت نجاحات مشهودة كبصمة أمل في تحقيق التنمية في العديد من مناطق العالم، حيث ضمنت على المدى البعيد مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة في تلك الدول كبصمة خير لإمارات الخير والعطاء.