تحتار الأذهان في إطلاق الوصف الدقيق والمعنى العميق الذي يعكس ما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة يوماً بعد يوم، إذا ما أُريد من ذلك نقل صورة حقيقية منصفة، وبخاصة في ظل سعيها المستمر المتسارع في استخراج الدرر من ثراها الطيب، ليس بالنفط أو ثرواتها الطبيعية، بل من خلال ثروتها البشرية الملهمة التي استحقت مرتبةً متميزةً بين الدول.
يأتي اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، لاتحاد الإمارات السبع في ذكراه الثامنة والأربعين، مع التفات العالم كله لنجاحات الإمارات، في رفع راية التسامح والمحبة واستمرارها في إثبات جدارتها للمنافسة والصدارة في كافة القطاعات والمجالات، متوجةً سلم إنجازاتها خلال هذا العام بوسم «عام التسامح»، باعتباره ركيزةً أساسية لمسيرة عالمية تصب في تحقيق السلم والأمان في شتى البلدان والمجتمعات. وليس ذلك بغريب من دولة قامت على سواعد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتستمر اليوم بهمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والنموذج العالمي، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، فهما قامتان نباهي بهما وبإنجازاتهما السامية.
إن الخطوات الواثقة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وما يحدثه من قفزات نوعية في كافة المجالات وبشتى القطاعات، وإغنائه للتجربة الإماراتية النهضوية، بتعزيز المشاريع والمبادرات الدافعة بالقيم الإنسانية على امتداد القطاعات شتى، تتمثل بحق في شهادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي وردت منذ أيام من خلال تغريدته التي قال فيها:«كرمنا اليوم فرق العمل والأبطال في مجال التسامح في نهاية عام التسامح في دولة الإمارات، ولكن النموذج الحقيقي، والذي سيبقى يحمل إرث زايد في التسامح ويرسخ الإمارات كنموذج عالمي ملهم للبشرية في هذا المجال هو محمد بن زايد، حفظه الله».
ففي مجال الشباب والمرأة، منحهم حيزاً واسعاً من الفرص المحفزة على الإبداع، محملاً أبناء شعبه العديد من المسؤوليات الوزارية والمجتمعية الديبلوماسية والتعليمية والاقتصادية والثقة في مقدراتهم، من مثل تعيين وزيرة دولة للشباب بعمر 22 عاماً، لتصبح أصغر وزيرة على المستوى العالمي، ناهيك عما تضمنته حكومة المستقبل التي تم تشكيلها عام 2016، من ثمانية وزراء، 5 منهم من النساء بلغ متوسط أعمارهن 38 عاماً. وكما شهدنا مؤخراً لقد أوصلت همة سموه، هزاع المنصوري إلى فضاء «حلم زايد»، على أنظار العالم كله، كأول تجربة إماراتية فريدة من نوعها.
إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، ينظر إلى وطنه من منظار الوفاء، ويقدم الكثير من التفاني في سبيل إسعاد أبناء وطنه وازدهارهم، وصون القيم الإنسانية الرفيعة، من خلال تعزيز وسائل النهوض بهم سيراً على خطى الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إذ يضع «الاقتصاد الدائري» أي الأخلاقي، في مقدمة الوسائل الداعمة للإنتاج والثروات، لخدمة قضايا الإنسان وتحقيق أمنه الروحي والفكري والثقافي والغذائي، مشيداً مقصداً آمنا للاستثمار وفضاء تشاورياً لمنظري الاقتصاد الجديد، المحقق للعدالة الاجتماعية التي تنفرد بها دولة الإمارات في مقدمة الدول الحريصة على خدمة مواطنيها وزائريها.

إضافةً للتوجه نحو استثمار التكنولوجيا والعلوم الذكية والرقمية لتقليص المسافات وتقريب الأفكار والمضي من خلال المشترك الإنساني، واعتماده منهج الحكمة، لتحقيق السلم في العلاقات الدولية على خطى الوالد المؤسس -رحمه الله -، ولم يتوان سموه أبداً عن مد يد المساعدة والعمل الخيري لكل محتاجيه في بقاع العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو جنس، وإدارته المتميزة للتعددية الدينية والعرقية والثقافية في البلد الذي يضم بين أحضانه الطيبة الشامخة والطاهرة أكثر من 200 جنسية. وختاماً أضم صوتي لصوت الشاعر الإماراتي خميس الرميثي، مهنئاً بمناسبة يوم الإمارات الوطني:
مرحباً بالاتحاد كلْ ما حولٍ يدور

الوطن منه استفاد بالسعادة والسرور

في وطنّا الخير زاد كلها سوّت قصور

من فضل ربّ العباد والذي والي الأُمور

زايدٍ بنا وشاد في مدنها والبرور

سيرو براي السّداد وانتو طوال الشبّور

يوم صرتوا باتحاد الذي واجب يصور

خيركم عَمّ البلاد والشعب منكم شكور.