بعد يوم من تحذير كبير الحاخامات في بريطانيا، من أن البلاد قد تفقد «بوصلتها الأخلاقية»، إذا فاز زعيم حزب العمال «جيرمي كوربن»، في الانتخابات المقرر إجراؤها الشهر القادم، ذكرت صحيفة بريطانية أن رئيس وزراء إسرائيل، أشار إلى أن بلاده لن تتقاسم المعلومات الاستخباراتية مع بريطانيا، حال انتخاب كوربين رئيساً للوزراء.
وقال نتنياهو، لصحيفة «ديلي تلجراف»، عندما سُئل ما إذا كانت إسرائيل ستواصل علاقتها الأمنية مع بريطانيا، إذا تم انتخاب كوربن «ماذا تعتقدون؟»، وفقاً لما نُشر يوم الأربعاء.
ولم يسهب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريحه، بحسب ما ذكرت صحيفة التلجراف، جاء ذلك أثناء زيارة نتنياهو إلى لندن، في شهر سبتمبر، قبل أسابيع من الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في بريطانيا.
مثل هذا السيناريو غير ممكن بالضرورة، فكوربن لا يحتل مركزاً متقدماً في استطلاعات الرأي البريطانية، ونتنياهو في خضم أزمته الانتخابية في إسرائيل، بينما يواجه لائحة اتهام تضم مجموعة متنوعة من الجرائم.
ومع ذلك، فإن التصريح يضيف منعطفاً آخر لعلاقة كوربن المشحونة مع المجتمع اليهودي في بريطانيا، والتي اشتعلت بالفعل في الأيام الأخيرة، بسبب تحذير الحاخام «إفرايم ميرفيس»، من وجود «سم جديد» في حزب «العمال»
كما يشير إلى أن علاقة إسرائيل ببريطانيا، التي كانت ذات يوم أحد الحلفاء الأكثر موثوقية، هي في منطقة مجهولة، «كوربن»، الذي كان مرشحاً مناهضاً للحرب قبل أن يتولى زعامة حزب «العمال» بشكل غير متوقع في عام 2016، كان لسنوات ناقداً صريحاً للسياسة الإسرائيلية اليمنية، وقد اقترح الاعتراف بدولة فلسطين، وتقييد مبيعات الأسلحة لإسرائيل، حال قيام حزب العمال بتشكيل حكومة.
ووقع شجار بين كوربن ونتنياهو، ففي تغريدة له العام الماضي، انتقد نتنياهو زعيم حزب العمال، لمشاركته في حفل أقيم قبل أربع سنوات، عند قبر مرتكبي مذبحة عام 1972، في ميونيخ، والتي قُتل فيها أحد عشر لاعباً أوليمبياً إسرائيلياً، على أيدي مسلحين فلسطينيين، ورد كوربن بتغريدة، قال فيها: إن مزاعم نتنياهو كاذبة، وأن القوات الإسرائيلية تستحق الإدانة، لقيامها بقتل المحتجين الفلسطينيين في غزة.
تعود العلاقات البريطانية مع إسرائيل إلى الفترة الاستعمارية، وتحافظ الدولتان على التعاون القوي في المسائل الأمنية، في عام 2017، أصدرت بريطانيا تراخيص أسلحة بقيمة 221 مليون جنيه (354 مليون دولار) لشركات الدفاع المصدرة إلى إسرائيل، وفقاً للبيانات التي نشرتها حملة مكافحة الأسلحة.
وفي نفس العام، قال نتنياهو لهيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي): إن الموساد يتعاون بشكل مستمر مع البريطانيين، وأنه يأمل أن يستمر هذا التعاون.
وقال نتنياهو: «هذا التعاون أنقذ الكثير من الأرواح الإسرائيلية، والكثير من البريطانيين، لأن لدينا تعاوناً مكثفاً بين وكالتي الاستخبارات في البلدين، هذا التعاون يحمي إسرائيل، وهو أمر أتمنى أن يستمر في المستقبل».
لقد سيطر نتنياهو على السياسة الإسرائيلية لعقود، لكنه يواجه مستقبلاً غير واضح، وقد فشل رئيس الوزراء الحالي في تشكيل حكومة، بعد إجراء الانتخابات الوطنية للمرة الثانية هذا العام، مع احتمال إجراء انتخابات أخرى، العام القادم.
وفي بريطانيا، كان «كوربن» باستمرار في مركز متخلف في استطلاعات الرأي، التي تسبق الانتخابات المقرر إجراؤها في الثاني عشر من شهر ديسمبر، وعلى الرغم من أن سياساته اليسارية تحظى بشعبية بشكل عام، إلا أن أسلوبه العام المحرج، وموقفه غير الواضح من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وعدم رده على اتهامات بمعاداة السامية، كلها تبدو علامات كبيرة ضده، فيما يتعلق بالرأي العام البريطاني.
وعلى النقيض، يأتي رئيس وزراء بريطانيا «بوريس جونسون»، حيث حصل حزب «المحافظين»، الذي يرأسه مؤخراً على تغطية إيجابية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، بسبب تعهده بمنع المجالس المحلية من مقاطعة المنتجات القادمة من دول أجنبية مثل إسرائيل.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»