تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الداعمين الرئيسين لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وهو ما يندرج في سياق الدعم المتواصل الذي تقدمه الدولة للاجئين الفلسطينيين وللقضية الفلسطينية التي تحظى بأهمية مركزية على أجندة العمل الوطني منذ تأسيس الاتحاد عام 1971، انطلاقاً من التزامها التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، قدمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، دعماً قيمته 5 ملايين و500 ألف درهم لـ«الأونروا» لتنفيذ مشروع توزيع مستلزمات وأدوات مدرسية على طلبة مدرستي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الابتدائية للبنين والابتدائية المشتركة في شمال غزة، وذلك في مبادرة ستسهم في تخفيف العبء الكبير الذي يقع على عاتق الطلبة وذويهم في قطاع غزة، وسيمكّن «الأونروا» في القطاع من الاستمرار في تقديم خدماتها التعليمية، حيث لا تزال الظروف الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية لمعظم سكان غزة، البالغ عددهم نحو مليوني فلسطيني، مستمرة في التدهور في ظل الحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي على غزة والذي دخل عامه الثالث عشر على التوالي.
وهذا الدعم المتواصل من قبل دولة الإمارات لـ«الأونروا» حتى تتمكن من القيام بدورها في مجال التعليم، ينسجم مع سياسة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات، التي ترى أن التعليم يجب أن يأتي على سلم أولويات الاحتياجات، لإيمانها بأن قطاع التعليم هو المحرك الرئيس لنماء وازدهار الشعوب، في مختلف الظروف والأزمنة. وهذا الدعم يبعث رسالة واضحة، مفادها، أن لاجئي فلسطين ليسوا وحدهم، وأن دولة الإمارات هي شريك مهم للوكالة، حيث كانت دولة الإمارات قد قدمت في يوليو الماضي منحة بقيمة 50 مليون دولار أميركي لـ«الأونروا»، بهدف دعم الوكالة لتقديم المشاريع الصحية للاجئين الفلسطينيين وتنفيذ البرامج التعليمية للطلاب والطالبات لضمان حصولهم على حقوقهم من التعليم، ودعم الوكالة لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين فلسطيني يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة.
وفي الواقع، فإن دعم دولة الإمارات لـ«الأونروا» يندرج ضمن واجبها الإنساني لدعم القضايا الإنسانية الملحة حول العالم، ويؤكد استمرارها في الوقوف مع الشعب الفلسطيني، والإسهام في تقديم الخدمات الأساسية الممكنة له، كما أنه يندرج ضمن حرص الدولة المتواصل على العمل مع الشركاء الدوليين ومؤسسات الأمم المتحدة المعنية في هذا المجال، حيث إن الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتمدت يوم الجمعة الماضي، بأغلبية ساحقة، قراراً بتمديد ولاية وكالة «الأونروا» حتى نهاية يونيو 2023، وصوتت لصالح القرار 170 دولة مقابل اعتراض إسرائيل والولايات المتحدة وامتناع 7 دول عن التصويت. وقد أهاب القرار بجميع الجهات المانحة أن «تواصل تكثيف جهودها لتلبية الاحتياجات المتوقعة للأونروا، بما في ذلك ما يتعلق بزيادة النفقات الناجمة عن النزاعات وعدم الاستقرار في المنطقة والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية الخطيرة».
وتؤكد الإحصائيات الدعم الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة لـ«الأونروا»، حيث قدمت الدولة ما يزيد على 364 مليون دولار لدعم الخدمات المقدمة للشعب الفلسطيني في العامين السابقين، من ضمنها مساهمة بقيمة 50 مليون دولار لدعم برنامج التعليم لـ«الأونروا» خلال عام 2018، كما قدمت دولة الإمارات في فبراير من العام الماضي مليوني دولار لـ«الأونروا» لتوفير الوقود لمحطات الكهرباء لدعم المستشفيات في قطاع غزة. ولا شك أن هذا الدعم الإماراتي لـ«الأونروا» يساعد الوكالة على الاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، بعد أن أوقفت الولايات المتحدة في عام 2018، كل التمويل الذي كانت تقدمه لـ«الأونروا»، وقدره 365 مليون دولار سنوياً، ما جعل الوكالة تواجه مشكلة كبيرة في تمويل أنشطتها وبرامجها المختلفة.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.