قطعت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضي المحادثات مع كوريا الجنوبية بشأن كيفية تقاسم تكلفة التحالف العسكري بين البلدين، مما أدى إلى توتر جديد في العلاقة حول مطالب واشنطن بأن تدفع سيئول أكثر بكثير. وكان دونالد ترامب قد طالب كوريا الجنوبية برفع مساهمتها بنحو خمسة أضعاف لتغطية تكاليف تمركز 28.500 جندي أميركي في البلاد، وطالب بنحو 5 مليارات دولار، بحسب ما قال مسؤولون من الجانبين. بيد أن هذا الطلب أثار غضب المشرعين الكوريين وأثار مخاوف من أن ترامب قد يقرر تقليص تواجد القوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية إذا انهارت المحادثات.
وقال «جيمس ديارت»، كبير المفاوضين الأميركيين: إن الجانب الأميركي قرر قطع المفاوضات صباح الثلاثاء، أي في اليوم الثاني من يومي المحادثات المزمعة. وفي عرض علني نادر للخلاف بين الحلفاء، ألقى «ديارت» باللوم على كوريا الجنوبية لتقديم مقترحات «لا تستجيب لطلبنا بتقاسم عادل ومنصف للأعباء».
وأضاف في بيان «نتيجة لذلك فقد قطعنا مشاركتنا في المحادثات اليوم لكي نمنح الجانب الكوري وقتا للتفكير. ونحن نتطلع لاستئناف مفاوضاتنا عندما يكون الجانب الكوري جاهزا للعمل على أساس الشراكة، وعلى أساس الثقة المتبادلة».
هذا العام، وافقت كوريا الجنوبية على دفع حوالي 890 مليون دولار لتغطية تكاليف تمركز القوات الأميركية في البلاد، أي ما يزيد قليلا على 40% من النفقات اليومية. كما أنها ستوفر الأراضي اللازمة للقواعد من دون مقابل، ودفعت أكثر من 90% من تكلفة نقل القاعدة الأميركية الرئيسية خارج سيئول والتي تبلغ 10.7 مليار دولار، وشراء كميات كبيرة من المعدات العسكرية الأميركية.
لكن ترامب يصر على أن كوريا الجنوبية، باعتبارها «دولة ثرية للغاية»، بحاجة إلى دفع المزيد. ومطالبته بدفع ما يصل إلى 5 مليارات دولار تعني أن كوريا الجنوبية لم تتم مطالبتها فعليا بتغطية التكاليف المحلية فحسب بل أيضا فاتورة الأجور كاملة للقوات الأميركية.
وحسب «جيونج اون بو» كبير مفاوضي كوريا الجنوبية هناك «فارق كبير» بين المقترحات المقدمة من قبل الجانبين
وفي الأسبوع الماضي، أصدر 47 مشرعاً من ذوي الميول اليسارية في كوريا الجنوبية بيانا أدانوا فيه نهج إدارة ترامب في المفاوضات، قائلين إن سيئول بحاجة إلى الاعتماد على نفسها في الدفاع الوطني. كما أعرب المشرعون المحافظون أيضا عن مخاوفهم.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»