يخطط حلف شمال الأطلسي «الناتو» إلى توسيع تفويضه ليشمل الفضاء الخارجي، بينما يتوقع الحلف تهديدات أمنية جديدة. ويعتزم «الناتو» جعل الفضاء «نطاقاً لعملياته»، إلى جانب الجو والبر والبحر والفضاء الإلكتروني، بحسب أمينه العام الجنرال جينز ستولتنبرج. ومن شأن هذه الخطوة جعل الساحات الخمس ضمن نطاق الالتزامات الدفاعية المشتركة للحلف، وتأتي في وقت تسعى فيه الدول الأعضاء إلى مجابهة انقسامات سياسية داخلية جديدة. ووفقاً لستولتنبرج، ينطوي الفضاء على أهمية كبيرة للمجتمعات المدنية ولأية عمليات عسكرية، فهو مرتبط بالاتصالات وتصفح الإنترنت، وبالبيانات، وهو ضروري لمعظم الأشياء التي نفعلها.
ويسعى «الناتو» إلى التكيف مع التحديات الخارجية الجديدة، بينما يتأهب قادته للاجتماع في لندن يومي 3 و4 من ديسمبر المقبل، في الذكرى الـ70 لتأسيسه.
والحلف المكون من 29 عضواً، والذي اهتز بسبب مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحلفاء الأوروبيين بإنفاق المزيد على الدفاع، مستغرق في توترات بينية جرّاء العدوان التركي على شمال شرق سوريا. وتعارض الدول الأوروبية، ومنها فرنسا وألمانيا، العدوان التركي، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقول بأن ضعف التعاون الاستراتيجي بين أعضاء «الناتو» أظهر بأن الحلف يعاني «موتاً إكلينيكاً»، وهو تصريح أغضب معظم دول الحلف الذي تتزعمه الولايات المتحدة.
وممن أغضبهم التصريح الولايات المتحدة، التي أكدت على لسان سفيرتها لدى «الناتو»، كاي بايلي هتشسون، اختلافها مع تقييم الرئيس ماكرون، قائلة للصحفيين في بروكسل «إن دور الناتو محوري إذا كنا نقيّم المخاطر التي نواجهها معاً».
وأوضح «ستولتنبرج» أنه سيسافر إلى باريس الأسبوع المقبل لعقد محادثات مع ماكرون، الذي طالب بمزيد من القوة السياسية الدفاعية لأوروبا. وكرّر أمين عام «الناتو» التصريحات الألمانية بأن المبادرات العسكرية الأوروبية يجب أن تتكامل مع «الناتو» بدلاً من منافسته، وأنه يتعين بذل مزيد من الجهود الأوروبية بشأن الدفاع، لكن ليس كبديل لـ«الناتو».

جوناثان ستيرنز
محلل سياسي أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»