سجلت مستويات المياه في البحيرات العظمى معدلات قياسية خلال شهري يوليو وأغسطس، وارتفعت في بعض الأحواض إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1918، وهو ما أدى إلى غرق شواطئها خلال العام الجاري، وتسبب ذلك في تآكل الشواطئ واختفاء واجهات مائية. والبحيرات الخمس بمياهها العذبة تستفيد منها بصورة مباشرة مقاطعتا أونتاريو وكيبيك الكنديتان وثماني ولايات أميركية وهي أوهايو وولاية نيويورك وبنسلفانيا وميشيجن وأنديانا وأيلينوي وويسكونسن ومينيسوتا. وعلى الرغم من اقتراب فصل الشتاء، فإن مستويات المياه لا تزال أعلى من المتوسط، وقرب مستويات مرتفعة قياسية، بحسب رصد مستويات مياه البحيرات العظمى، الصادر عن سلاح المهندسين التابع للجيش الأميركي.
ولم تكن مستويات المياه دائماً مرتفعة هكذا، بل إنها سجلت مستويات منخفضة تاريخية في بحيرات ميتشجن وهيورون عام 2013، لكنها باتت تمثل جزءاً من نمط غريب ربما أصبح طبيعياً في ضوء التغيرات المناخية التي نشهدها.
ولابد من معرفة أنماط مستويات المياه المتذبذبة في البحيرات في ضوء التغير المناخي. فقد شهدت منطقة البحيرات العظمى معدلات أمطار أعلى من المتوسط على مدار ثلاثة أشهر متتالية من أبريل إلى يونيو، وهو ما ساهم في فيضان الأحواض المحيطة بها.
وكانت الأمطار الغزيرة في فصلي الربيع والصيف جزءاً من اتجاه طويل الأمد، فقد شهدت الولايات المتحدة زيادة بنسبة 4 في المئة في منسوب مياه الأمطار خلال الفترة من 1901 إلى 2015، فيما شهدت منطقة البحيرات العظمى ارتفاعاً نسبته 10 في المئة وحدها.
ومن المتوقع أن تتواصل زيادة منسوب مياه الأمطار مع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي نتيجة التغير المناخي. ويمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى مزيد من معدلات الرطوبة. وقد لوحظ هذا الاتجاه في الولايات المتحدة خلال العقود الماضية، وتم ربطه بالتغير المناخي، ولوحظ أيضاً في منطقة البحيرات العظمى.
وعلى المدى القصير، سيؤدي ارتفاع منسوب مياه الأمطار إلى زيادة مستويات المياه في البحيرات، وسيصاحب ذلك فيضانات، وبالمثل، سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف إلى زيادة معدلات التبخر في البحيرات، وسيفضي إلى نقص مستويات المياه في الموسم التالي.
*كاتب متخصص في قضايا البيئة
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»