تحظى قضية التعليم ووظائف المستقبل بأهمية كبيرة خلال المرحلة الحالية، في ظل التطورات المذهلة التي نجمت عن الثورة الصناعية الرابعة، وبخاصة فيما يتعلق بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث يتوقع أن تشغل الروبوتات الكثير من الوظائف التي يقوم بها الإنسان حالياً، وهذا أمر له تأثيراته الكبيرة في فرص العمل التي ستكون متاحة للقوة العاملة خلال العقود أو السنوات القليلة المقبلة، ومن ثم، فهو يتطلب تأهيل الموارد البشرية لتكون قادرة على التعامل مع هذا الواقع الجديد، من خلال إكسابها المهارات اللازمة التي تمكنها من التغلب على التحديات التي سيفرضها ذلك الواقع. والفكرة الجوهرية هنا، تتمثل في أن وظائف المستقبل باتت تعتمد على المعارف والمهارات الفنية والتقنية الحديثة، وكلما كانت منظومة التعليم، في أي دولة، قادرة على إنتاج هذه المهارات والمعارف، كانت قادرة على تعزيز تنافسيتها على خريطة الدول المتقدمة.
وفي هذا السياق، يعقد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أعمال مؤتمره السنوي العاشر للتعليم تحت عنوان «التعليم ووظائف المستقبل: تأهيل الثروة البشرية لاستكمال مسيرة التنمية الإماراتية». وقد بدأ المؤتمر جلساته أمس، الثلاثاء الموافق 12 نوفمبر 2019، وسيختتم المؤتمر فعالياته اليوم الأربعاء. ويتضمن أربعة محاور رئيسة، هي: استراتيجية التعليم لدولة الإمارات العربية المتحدة ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، ووظائف المستقبل بين الطموحات والتحديات، والتعليم العالي واستشراف المستقبل، وتجارب دولية ناجحة في مجال التعليم. ويركز المؤتمر على واحدة من القضايا الحيوية التي باتت تستحوذ على اهتمام جميع دول العالم في الآونة الأخيرة، وهي قضية التعليم ووظائف المستقبل، كما سلفت الإشارة، وذلك في ظل التحولات المتسارعة وغير المسبوقة التي أفرزتها الثورة الصناعية الرابعة، التي تثير العديد من التساؤلات حول مستقبل منظومة التعليم وعلاقتها بوظائف المستقبل.
وقد استهل المؤتمر فعالياته بكلمة ترحيبية لسعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أكد فيها أن المؤتمر السنوي للتعليم الذي يعقده المركز، يعقد انطلاقاً من الإدراك المتعاظم للأهمية القصوى للتعليم، الذي يعد بمنزلة المحرك الرئيس لعملية التنمية، وعماد تقدُّم أي مجتمع وتطوره. وقال سعادته إن إنشاء «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» يعكس مدى اهتمام الدولة بمجال التقنيات الحديثة وتطبيقاتها المختلفة، والحرص على تطوير المعرفة والتفكير العلمي من أجل تعزيز مكانة الدولة وتقدمها. ثم ألقيت ثلاث كلمات رئيسة الأولى كانت لوزير التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، معالي المهندس حسين بن إبراهيم الحمادي، وقد استعرض فيها جهود الحكومة لتطوير التعليم لجعله مواكباً لما أفرزته الثورة الصناعية الرابعة من تطورات جذرية، أما الكلمة الثانية فكانت لمعالي نجاة فالو بلقاسم، وزيرة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي سابقاً بالجمهورية الفرنسية، وتحدثت فيها عن الانعكاسات الرئيسية لهذه الثورة على حقل التعليم، وكيفية التفاعل الإيجابي مع هذه الانعكاسات. وأما الكلمة الثالثة فألقاها معالي الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي، نائب وزير التعليم في المملكة العربية السعودية، واستعرض فيها جهود المملكة في تطوير التعليم، وثمار هذا التعليم. وشهد اليوم الأول انعقاد جلستين؛ الأولى بعنوان «التعليم وإعداد أجيال إماراتية تواكب الثورة الصناعية الرابعة»، والثانية بعنوان «وظائف المستقبل بين الطموحات والتحديات».
ويواصل المؤتمر فعالياته اليوم الأربعاء الموافق 13 نوفمبر 2019، وهو اليوم الأخير لأعماله، حيث ستلقي معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة مسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، كلمة رئيسة. وتشمل فعاليات هذا اليوم انعقاد جلستين: الأولى بعنوان «التعليم العالي واستشراف المستقبل»، والثانية بعنوان «تجارب دولية ناجحة في مجال التعليم»، وفيها سيتم استعراض تجارب التعليم في كل من فنلندا وكندا وسنغافورة. وسيختتم المؤتمر بكلمة لسعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ويسبق الكلمة عرض للتوصيات التي توصل إليها المؤتمر.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.