يختتم اليوم السبت، الموافق 9 نوفمبر 2019، معرض الشارقة الدولي للكتاب فعاليات دورته الثامنة والثلاثين، التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، وانطلقت في الثلاثين من أكتوبر الماضي تحت شعار «افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً» في مركز إكسبو الشارقة، بحضور ومشاركة حوالي 2000 دار نشر من 81 دولة عربية وأجنبية؛ فقد مثلت هذه الدورة إضافة جديدة إلى المعرض الذي بات يرسخ كل عام مكانته كتظاهرة ثقافية عالمية، تستقطب اهتماماً كبيراً من قبل المؤلفين ودور النشر والقراء، وذلك بالنظر إلى أجندتها الثرية التي تضمنت العديد من الندوات، والجلسات النقاشية والحوارية، والأمسيات الشعرية والأدبية، كما أن المعرض استضاف في هذه الدورة فعاليات مميزة، منها استضافته بالتعاون مع «جمعية المكتبات الأميركية»، الدورة السادسة من «مؤتمر المكتبات» السنوي الذي عقد يومي 6 و7 نوفمبر، بحضور أكثر من 400 أمين مكتبة، وأمين أرشيف، ومتخصص بشؤون المكتبات من جميع أنحاء العالم، لمشاركة خبراتهم وتجاربهم، ومناقشة الفرص والتحديات التي تواجه قطاع المكتبات.
وما يؤكد المكانة الكبيرة التي بات يحظى بها معرض الشارقة الدولي للكتاب، الإقبال الشديد الذي يشهده المعرض من قبل الجمهور، إذ يشار في هذا السياق إلى أن الدورة الثامنة والثلاثين للمعرض شهدت إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور الذي كسر في أول خمسة أيام للمعرض حاجز المليون زائر، وهذا الإقبال المكثف بطبيعة الحال، يعكس الطابع الثري الذي يميز معرض الشارقة للكتاب، والذي يشمل كل عام أهم الكتب والمؤلفات الجديدة، التي يجد أصحابها في المعرض فرصة مهمة لترويجها والتعريف بها بين الجمهور.
وفي الواقع، فإن المكانة المتميزة التي يحظى بها معرض الشارقة الدولي للكتاب، هي حصيلة الاهتمام الكبير الذي يحظى به من قِبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يولي الثقافة اهتماماً كبيراً، ولسموه مبادرات كثيرة في هذا السياق، لا تقتصر على الشارقة أو دولة الإمارات أو حتى العالم العربي ككل، وإنما تمتد لتشمل الكثير من الدول الأخرى، حيث يؤمن سموه بالدور الجوهري الذي تقوم به الثقافة في النهوض بالأمم وحفظ ذاكرتها وتراثها وموروثها التاريخي.
وقد تمتعت الدورة الثامنة والثلاثون لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بأهمية خاصة؛ لأنها عقدت بالتزامن مع نيل الشارقة لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019؛ ما يعني تعاظم الإدراك العالمي لما تمثله الشارقة من مركز ثقل ثقافي في العالم العربي، وهذا الأمر أعطى المزيد من الزخم لهذا الحدث الثقافي السنوي الرائد، الذي ينتظره المثقفون ودور النشر في العالم العربي وخارجه. وقد أضفت مشاركة نخبة من المبدعين العرب وغيرهم من الرموز الثقافية على الصعيد العالمي، أهمية إضافية على هذه الدورة، حيث ركزت الكثير من وسائل الإعلام على الفعاليات المختلفة للمعرض وتابعتها باهتمام. وفي السياق نفسه، كانت هذه الدورة، وعلى غرار كل الدورات السابقة، منذ انطلاق المعرض، فرصة لتواصل مثقفي الإمارات ومبدعيها مع نظرائهم في العالم العربي وحول العالم، كما أنها كانت فرصة لتواصل دور النشر الإماراتية مع نظيرتها في كل دول العالم.
إن معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي نجح في السنوات الماضية في اجتذاب العديد من رواد الفكر والثقافة والأدب والإعلام ودور النشر العريقة، أثبت فاعليته الكبيرة كمنصة للترويج للثقافة الإماراتية التي تشهد انتعاشة كبيرة خلال المرحلة الحالية، في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة للنهوض بالأوضاع الثقافية، بالنظر إلى ما تمثله الثقافة من مصدر مهم للقوة الناعمة بالنسبة للدول.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.