كثير ممن ينتسب لجماعة «الإخوان» ينفي انتماءه إليها، إلا أنك إذا تابعت الإنتاج الكتابي لهؤلاء (المنتمين/النفاة) خلال العقود الماضية فستعرف «الإخوان» حتى وإنْ أنكروا، ولو افترضنا أن اسم هذا الفرد أو ذاك ليس مدرجاً في السجلات الرسمية للجماعة، فإن الفرق لا يكاد يكون شيئاً بين هذا المنتمي/النافي وبين عضو «الإخوان» الرسمي. استمع بين حين وآخر للفيديوهات التي يبثونها باستمرار في مواقع التواصل، فأجد أن هذا الخطاب لم يتغير، ولم يتحرك قيد أنملة، أذهان جامدة بكل معنى الكلمة. هو ذاته الخطاب المتخلف الحاقد الأسود منذ 91 سنة، وكل واحد ممن يسير في هذا الخط تنطبق عليه هذه المواصفات، ليس من «الإخوان» لكنه ضد السعودية والإمارات ومصر وضد استقرار هذه الدول الثلاث، التي هي نواة العرب وقلعتهم، ليس من «الإخوان» لكنه يدعم مخططات الخليفة المزعوم في تركيا؟!
ليس من «الإخوان» لكنه ضد استقرار ليبيا! ليس من «الإخوان»، لكنه غير متحمس للانتفاضة العربية في العراق ولبنان ضد هيمنة الطائفية.. كل تلك التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب العراق العظيم لم تستحق منهم كلمة!
هنا تسقط أهمية هذه المفردة «إخوان»، ولم يعد من الضروري أن نعرف هل يوجد اسم هذا الشخص في السجلات السريّة لجماعة المقطم أم أنه غير موجود، ما دام أنه متماهٍ تماماً مع مشروعهم السياسي الطامع في الاستيلاء على السلطة في كل البلدان العربية والإسلامية، ولو كان هذا بعد السير على جماجم بسطاء الناس وعامتهم. سمة أخرى نراها جلية في هذا الخطاب، إلا وهي الحقد على السعودية والإمارات، حقد يمتد ليشمل كل أفراد شعبيهما، لا يستثني منهم أحداً إلا من يسميهم بالحركيين، يقصد بطبيعة الحال المنتمين لجماعة «الإخوان»، أو المتناغمين مع مشروعها السياسي الثوري. إنه حقد الإسلام السياسي على قياداتنا في المملكة والإمارات، وعلى عموم الشعب، وعلى كل من لم يقبل بمشروعهم التدميري، ومثلها للجيش ولرجال الأمن، ولكل شرائح المجتمع، ولم يسلم منه حتى رجال الدين المؤيدون للدولة. من وجهة نظر هذا الخطاب المأزوم، ليس هناك شرفاء ولا أمناء، إلا خطاب «الإخوان» ومن يمثلهم! إنها نفسها الروح التي أسمت أتباعها باسم «الإخوان» المسلمين، هذا الاسم يكشف كل شيء عند الوقوف عنده، لكن يندر أن تجد من وقف عنده، فالأسماء حدود وتعاريف، والتعريف، ومثله الحد، يجب أن يكون جامعاً مانعاً، جامعاً بحيث لا يفقد فرداً من أفراده ولا جزءاً من أجزائه، ومانعاً بحيث لا يُدخلُ فيه فرداً ليس من أفراده أو جزءاً ليس من أجزائه. هذه هي الحقيقة التي ظلوا يهربون منها منذ تأسيس الجماعة في 1928، إنهم تكفيريون .. اقصائيون يَطردون من رحمة الله كل من ليس منهم، سوداويون لا يرون من الألوان إلا السواد.