تعافت توقعات الشركات الألمانية في أكتوبر الجاري من أدنى مستوياتها في عشر سنوات، وهي إشارة حذرة على أن أكبر اقتصاد في أوروبا ربما توقف عن التدهور في بداية الربع الأخير من العام الجاري.
وتقدم الأرقام الواردة من معهد «آيفو» شعاع أمل بعد يوم على استطلاع رأي أظهر أن قطاع التصنيع الألماني لا يزال متراجعاً، وأن معدلات التوظيف في القطاع تتراجع بأسرع وتيرة لها منذ عشرة أعوام تقريباً. وعلى رغم من أنه كان من المتوقع انزلاق الاقتصاد الألماني في حالة ركود من الناحية التقنية خلال الربع الثالث، إلا أن خبراء الاقتصاد يتوقعون عوداً إلى نمو معتدل في نهاية العام الجاري.
وأكد معهد «آيفو» يوم الجمعة الماضي أن مؤشره لمناخ قطاع الأعمال ظل ثابتاً في أكتوبر، بينما ارتفع مؤشر التوقعات أكثر مما توقع الخبراء، مسجلاً أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر.
وارتفعت العملة الموحدة «اليورو» 0.1 في المئة إلى 1.1117 دولار، بينما قفزت عائدات السندات الألمانية لأجل عشرة أعوام، نقطتي أساس إلى ناقص 0.38 في المئة، بعدما شهدت تراجعاً إلى ما دون الصفر خلال العام الجاري وسط مخاوف بشأن الاقتصاد.
وتقرير «آيفو» من الأخبار النادرة المشجعة بالنسبة للاقتصاد المعتمد على الصادرات، والذي يواجه ضربات على جبهات متعددة، من التراجع العالمي وسط توترات تجارية إلى الاضطرابات داخل قطاع السيارات الرئيسي بالنسبة لألمانيا. وتظهر مؤشرات مديري المشتريات أن قطاع التصنيع متعثر في حالة تراجع عميقة، ورغم ذلك تظهر أرقاماً حديثة تراجعاً أيضاً في الطلب بدرجة ما.
وعلاوة على ذلك، تؤثر المشكلات التي تواجهها ألمانيا كذلك على منطقة اليورو، حيث عزز البنك المركزي الأوروبي من حزم التحفيز النقدي خلال الشهر الماضي، بخفض أسعار الفائدة إلى ما دون الصفر، وأنعش مشتريات الأصول. وفي مؤتمره الصحفي الأخير يوم الخميس الماضي، سلط رئيس البنك «ماريو دراغي» على مدى الدلالات السلبية التي تظهر في قطاع الخدمات بمنطقة اليورو.
وفي حين أن التراجع عزز الدعوات للحكومات بزيادة برامج تحفيز نقدي، لكن في ألمانيا لا يبدو أن هناك إجراءً وشيكاً. فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت إن المشكلة ليست نقص الأموال للاستثمار، وهناك مشاريع كافية قدر الإجراء.
يوكو تاكيو
صحفية متخصصة في الاقتصاد الأوروبي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»