لا يزال جاستين ترودو رئيساً للوزراء، لكنه سيواجه ولاية ثانية أصعب على رأس الحكومة الكندية. فقد حقق ترودو انتصاراً في الانتخابات العامة يوم الاثنين الماضي، وفاز بمعظم المقاعد، لكنه خسر في التصويت الشعبي، وعجز عن نيل الأغلبية، وإن كان سيتمكن من تمرير القوانين من خلال تأييد أحزاب أخرى، لاسيما حزب «الديمقراطيين الجدد» اليساري. وبالطبع، سيواجه البرلمان الجديد تغييراً إجبارياً في الاستراتيجية، وسيعيد على الأرجح نكأ الجراح القديمة.
لكن من غير المتوقع أن يواجه ترودو، باعتباره شاغل المنصب، أية فجوة أو عرقلة في سلطته، فهو لا يزال رئيس الوزراء، ولديه هامش كبير لن يضطر معه لتعيين معارضين في حكومته. وأولى خطواته ستكون اختيار الوزارة الجديدة، واستبدال وتغيير وزرائه. وعليه أيضاً أن يعد خطاباً يوضح فيه أولوياته التشريعية، ويشير إلى التسويات المحتملة مع أحزاب صغيرة.
وخسر ترودو، الاثنين الماضي، وزيرين: وزير السلامة العامة رالف جودال، الذي كان معنياً بموضوعات منها ملف «هواوي وشبكات الجيل الخامس»، ووزير الموارد الطبيعية أمارجيت سوهي. وبالإضافة لهذين الوزيرين، ربما يبدّل ترودو معظم الوزراء الآخرين. غير أن وزير المالية، بيل مورنيو، في حديثه لتلفزيون «بلومبيرج»، لم يتوقع تغييراً كبيراً ولم يستبعد بقاءه في منصبه.
ومن الموضوعات الأخرى التي ستخضع للمفاوضات، تشكيل اللجان البرلمانية. ولو أن ترودو استطاع حصد الأغلبية، لاختار معظم الأعضاء في اللجان، لكنه سيكون الآن عرضة لإجراءات تقودها المعارضة.
وما يزال على المشرعين الكنديين تمرير اتفاق التجارة الثلاثي بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وسيكونون تحت ضغط للتحرك سريعاً إذا ما صدّقت الولايات المتحدة على الاتفاق أيضاً. وسيدعم كل من ترودو والمعارضة الاتفاق على الأرجح، وهو ما يكفي لتمريره بالطبع.
وسيبدأ العمل على إعداد الموازنة الفيدرالية، بحلول بداية العام الجديد، وسيتعين على ترودو ضمان حصول موازنته على تأييد الأحزاب اليسارية، لأن حزب «المحافظين» المعارض من المستبعد أن يؤيدها.
جوش وينجروف*
*كاتب أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»