أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الأربعاء الماضي (25 سبتمبر)، بدء التشغيل الرسمي لمطار بكين الدولي «داشينغ»، كمعلم جديد ينضاف لمعالم العاصمة بكين، وكمركز مهم للنقل الجوي على مستوى العالم.. مما يخدم تطلعات الصين التنموية، ويعزز من الربط العالمي، محققاً أهداف «مبادرة الحزام والطريق».
وبعد أربع سنوات من العمل، تم افتتاح مطار بكين الدولي الجديد، ليكون بوابة الصين الجديدة ذات المستوى العالمي، ويركز المطار الجديد على مفاهيم الابتكار وحماية البيئة، وغيرها من مفاهيم التنمية المستدامة كما بدأت تعتمدها الدولة الصينية، والتي تجسد الهدف الصيني من خلال التواصل بين البشرية، وقد صنفت صحيفة «الجارديان» البريطانية مطار بكين الدولي الجديد، وتصاميمه المميزة، باعتباره أحد عجائب الدنيا السبعة الجديدة، ووصفته قناة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية بأنه أحد أكثر المباني إبداعاً وإثارة للدهشة في العالم خلال عام 2019. وبهذا يمكننا القول: إن الصين تسير وفقاً لأهدافها في توسيع دائرة التسويق التجاري لنفسها عالمياً، وبأفخم الوسائل وأكثرها إثارة للدهشة والإعجاب.
وقد أصبح الابتكار من العلامات البارزة المميزة للصين، وهو الروح التي تم بها بناء مطار بكين الدولي الجديد، والذي يتضمن أكثر من 100 ابتكار تكنولوجي، بينها أكثر من 40 ابتكاراً جديداً يتم الكشف عنها في المطار لأول مرة، وقد جاءت نسبة التوطين في إنشاء المطار بنسبة 98%، مما يجعله تجربة حقيقية وفعلية للابتكار الصيني، حيث يعتبر الأول من نوعه في سرعة السكك الحديدية، بالإضافة إلى التصميم الخارجي الفريد من نوعه بكافة التفاصيل.
الابتكار حاضر في جميع الإنشاءات الصينية، بداية من السكك الحديدية عالية البرودة في العالم، وتشييد الطرق في المناطق الترابية والجليدية والطرق الصحراوية، وصولاً إلى ابتكار أحدث التكنولوجيا في الموانئ والمياه العميقة، حيث إن التغلب على الصعوبات والريادة في العمل، وخلق ما يمكن تسميته «المعجزات الصينية»، هو هدف الدولة الصينية، وهو ما أصبح سمة عامة للعمل الهندسي الصيني، فالابتكار أصبح القوة التنافسية للتنمية الصينية، وسمعتها حول العالم.
مطار بكين «داشينغ» الدولي، أصبح «البوابة الخضراء الجديدة للصين»، حيث يستهلك طاقة أقل بنسبة 20% من المطارات الأخرى ذات الحجم المشابه حول العالم، مما يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 22000 طن سنوياً، أي ما يعادل زراعة 1.19 مليون شجرة وتوفير 85050 طناً من الفحم، مما يعني أن مستوى التشغيل الأخضر في مطارات الصين أصبح أمراً ريادياً على الصعيد العالمي، وهو يجسد المفهوم الصيني في مجال البناء: «الصين الجميلة».
ومن أبرز ما يميز مطار بكين الجديد، هو اعتماده على راحة المسافرين، وتوفير سبل النقل المريح لهم، بداية من إدخال السكة الحديدية عالية السرعة للنقل المباشر داخله، إلى أنظمة الفحص الجمركي والأمني، التي تعتمد على تقنيات فحص الوجوه بمرحلة واحدة بدلاً من فصلهما عن بعضهما البعض، بالإضافة إلى المرور الذكي للمسافرين.. فالإبهار في مطار بكين لا يعتمد على قوة البناء الخارجي وصلابته، والتي تعد الأقوى في العالم، وإنما أيضاً يتجسد في العناية البشرية الفائقة، وهو ما يجسد المعنى الصحيح للإصلاحات الصينية، وتعزيز التنمية عالية الجودة.
وبعد أن تم تشغيل مطار داشينغ الدولي رسمياً، أصبحت بكين مدينة تمتلك مطارين دوليين، ومن المتوقع أن تتجاوز قدرة النقل للمطارين 250 مليون مسافر سنوياً، مما يفتح المجال لانتعاش الخدمات اللوجستية، ولجذب استثمارات في هذا المجال، مما يساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية للدولة الصينية.
وفي الوقت نفسه، يعتبر مطار داشينغ الدولي محور نقل شامل للصين، وحتى للعالم أجمع، وسيصبح نقطة مهمة في مشاريع «مبادرة الحزام والطريق»، كما أنه سيفتح المزيد من الفرص للنقل الجوي بين مختلف أنحاء آسيا وبين آسيا الوسطى وأوروبا، وبهذا سيزيد من ربط البلدان والمناطق بعضها ببعض على طول «الحزام والطريق»، مما يحقق مزيداً من التبادلات التي تساهم في الازدهار والتنمية المشتركة للعالم بأكمله.
*صحفية صينية
ينشر بترتيب خاص مع «المجموعة الإعلامية الصينية»