سرّب مسؤول لم يكشف عن اسمه، في مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى صحفيين، ما مفاده أن المفاوضات مع الزعماء الأوروبيين حول الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي (بريكست) «مستحيلة أساساً» بعد ختام مكالمة هاتفية بين جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ورد مسؤولون أوروبيون بالقول إن جونسون يحاول إلقاء مسؤولية انهيار المحادثات عليهم.
وكتب «دونالد توسك» رئيس المجلس الأوروبي في تغريدة على تويتر: «أن المسألة لا تتعلق بلعبة تافهة عن إلقاء اللوم، بل الأمر يتعلق بمستقبل أوروبا والمملكة المتحدة وأيضاً بأمن ومصالح شعوبنا. أنت لا تريد صفقة ولا تريد تمديد الوقت ولا تريد الانسحاب، ماذا إذن؟».
والعلامات الصادرة عن الحكومة البريطانية تعزز احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في نهاية أكتوبر، دون صفقة من أي نوع. وكان يُنظر إلى هذا ذات يوم باعتباره الاحتمال الأسوأ، لكن جونسون أيده، ووعد بأن بريطانيا ستترك التكتل التجاري في ثلاثة أسابيع. وذكر المصدر أن خلاصة المكالمة أن الأوروبيين لن يتراجعوا قيد أنملة، وأن المكالمة كانت «لحظة مفيدة وكاشفة للغاية على كل المستويات. إنها تمثل موقفاً راسخاً جديداً، وتعني أن التوصل إلى صفقة مستحيل، ليس الآن فحسب، بل وإلى الأبد».
وأثار التصريح الصادر عن لندن حيرة في أوروبا. فقد ذكر دبلوماسيون أن الرواية البريطانية لا تعكس صورة صادقة لميركل التي سمحت دوماً، على مدار السنوات الثلاث الماضية، بالمزيد من المحادثات وبمنح بريطانيا المزيد من الوقت لتدرك ما تريده من بريكست وأن تقدم حلولاً.
ويواجه جونسون سلسلة من المواعيد النهائية. فالمجلس الأوروبي يجتمع الأسبوع المقبل وهي واحدة من المناسبات الأخيرة الممكنة، للموافقة على اتفاق انسحاب قبل موعد الخروج المقرر يوم 31 أكتوبر. والبرلمان البريطاني أقر قانوناً طلب من جونسون أن يطلب من الاتحاد الأوروبي تأجيل الخروج إذا لم يتوصل إلى صفقة مع التكتل بحلول 19 أكتوبر.
لافداي موريس
رئيسة مكتب واشنطن بوست في القدس
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»