شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم أول من أمس، اليوم الرئيسي أو المرحلة الأخيرة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، بعد انتهاء مرحلتي التصويت بالخارج والتصويت المبكر. وقد شهد اليوم الرئيسي للانتخابات إقبالاً لافتاً للنظر على التصويت جسّد وعي الناخبين بأهمية الدور المهم الذي يقوم به المجلس في إطار العملية السياسية، وقد عبرت القيادة الرشيدة عن سعادتها باكتمال هذا العرس الانتخابي، الذي يمثل مرحلة جديدة في مسيرة برنامج التمكين الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2005.
وفي هذا السياق، هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الفائزين بانتخابات المجلس الوطني الاتحادي. وقال سموه عبر «تويتر»: «نبارك للفائزين في انتخابات المجلس الوطني.. خطوة جديدة اكتمل بناؤها بمشاركة وطنية فاعلة جسدت نضج تجربتنا السياسية.. انتخابات 2019 إضافة مهمة لتمكين المجلس من أداء دوره المساند والداعم للسلطة التنفيذية في سبيل تعزيز مكتسباتنا وتحقيق طموحاتنا نحو مستقبل أفضل لوطننا».
ومما لا شك فيه أن وعي الناخبين بأهمية الدور المنوط بالمجلس الوطني الاتحادي، ومن ثم إقبالهم اللافت للنظر على عملية التصويت لا بد أن يدفع نواب المجلس في فصله التشريعي الجديد إلى ممارسة دور أكثر فاعلية في الحياة السياسية، وهو ما تحرص عليه القيادة الرشيدة للدولة، التي تتطلع إلى فصل جديد في مسيرة الحياة البرلمانية الإماراتية، يترجم حقيقة الإنجازات المتتالية التي تحققها الدولة في جميع المجالات، ويتفاعل بشكل أكبر مع تطور عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة، فالدور الذي يقوم به المجلس يحظى بأهمية كبيرة، كجهة تشريعية ورقابية.
وفي الواقع، فإن ثمة الكثير من التوقعات للمجلس الوطني الاتحادي في فصله التشريعي الجديد، الذي يتم فيه تشكيل المجلس للمرة الرابعة عن طريق آلية الانتخاب الجزئي، وهذه التوقعات مبنية على البرامج الانتخابية المتميزة التي تم طرحها في إطار العملية الانتخابية، حيث تميزت هذه البرامج بالشمول وقدمت الكثير من الحلول والقضايا الأساسية المطروحة على أجندة العمل الوطني، وكانت أكثر ارتباطاً باهتمامات وأولويات الشارع الإماراتي، والآن، فإن المطلوب من الذين حالفهم التوفيق وفازوا بعضوية المجلس، أن يترجموا من خلال مظلة المجلس، ما طالبوا به في شكل مشروعات وأفكار محددة لإثراء العمل البرلماني.
ومما لا شك فيه أن الأنظار ستكون مركزة خلال الفصل التشريعي الجديد على أداء المرأة، بعد أن تم رفع نسبة تمثيلها بالمجلس إلى 50%، في إطار سياسة الدولة الرامية لتمكين المرأة وتفعيل مشاركتها في الحياة العامة، ومن المتوقع أن يكون الأداء النسائي بالمجلس أكثر فاعلية استناداً إلى زيادة نسبة وجودها بالمجلس، واستناداً إلى حقيقة أن المرأة الإماراتية أثبتت على الدوام قدرتها الفائقة على القيام بدور فاعل متى توافرت لها الفرصة، وهذه الحقيقة هي التي أكسبت المرأة الإماراتية ثقة كبيرة بها من قبل القيادة الرشيدة للدولة.
إن المجلس الوطني الاتحادي يسير في ظل برنامج التمكين لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بخطى واثقة وواعية نحو المزيد من تفعيل دوره في إطار النظام السياسي القائم بدعم مستمر من قبل القيادة الرشيدة للمجلس، التي تحرص على تطوير متدرج لدور المجلس، الذي يمثل بالفعل أحد الأركان الأساسية للعملية السياسية في البلاد، بحيث يمارس المجلس الاختصاصات الموكولة إليه في كل المجالات بشكل يثري المناخ السياسي السائد، ويدعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية