مسيرة الحزب الشيوعي الصيني في قيادة الصين مسيرة ناجحة والأحكام والمعايير العالمية في إدارة ثروات البلاد وتحويلها لنموذج يحتذى به في كيفية قيادة أكبر قوة بشرية على وجه الأرض، في قيادة خُمس سكان العالم وتحسين حياتهم في جميع المجالات وتوفير التعليم والرعاية الصحية والحياة الكريمة، إنها حقاً معجزة تاريخية في التحويل البشري.
1949 كانت بداية المسيرة بداية تأسيس الجمهورية الصينية الشعبية بشكلها الحالي، هذا ولم يحاول الحزب الجمهوري يوماً إلا أن يعتز بإرث وموروث الحضارة الصينية الممتدة عبر التاريخ، وتسليح الأجيال بهذا الإرث العريق للثقافة الصينية والعادات والتقاليد للآباء الأولين الذين شكلوا هذا التاريخ وكتبوا تجارب فريدة في الكثير من المجالات، هذا ما أعتمد عليه الحزب الشيوعي في تركيز دعائم الدولة الحديثة والمضي قدماً نحو المستقبل، مستقبل أجيال يصدع صوتهم أقطاب الأرض كافة، دولة تأخر من تجربتها التاريخية دليل يتوافق مع مستقبلها.
الصين والقيادة الصينية اعتمدت منذ تأسيسها مبدأً واضحاً «رابح رابح»، وهو ما يعتبر الخلطة السحرية التي اعتمدتها الصين لتوثيق علاقاتها مع دول العالم، حيث عمدت القيادة الصينية على توفير مناخ قائم على التشاركية في المصير مع جميع أقطاب العالم، وتنمية الشعوب مسؤولية حملتها الصين كرسالة ومنهج تخاطب فيه من يشاركها هذا التوجه والاتجاه والابتعاد عن الخلاف والالتزام بالمواثيق الدولية لحفظ سيادة الدول وتمكين الشعوب في جميع المجالات.
السياسة الصينية الخارجية قائمة على البناء ولهذا لقيت ترحيباً واسعاً، وخلال 70 عاماً أثبتت الصين للعالم أنها الصديق المثالي لبناء مستقبل أفضل، أنها الشريك الاستراتيجي لتطوير المنظومات الحكومية ومشاريع البنية التحتية، إنها القوة الاقتصادية المؤمنة بالسوق المفتوح وأن التنمية الاقتصادية هي السبيل الأمثل لرغد حياة الشعوب وتحسين أوضاعهم، الصين ومن خلال ما سعت إليه خلال السنوات الماضية أثبتت أيضاً للعالم أن يديها مفتوحة لمن يرغب في مصافحتها ومشاركتها الحلم في بناء نظام عالمي قائم على توفير الفرص لجميع سكان العالم، وأن الجميع له الحق في أن يكون جزءاً من الاقتصاد العالمي، فالنظرة الصينية للاقتصاد العالمي قائم على وجود جميع الأطراف العالمية دون إقصاء لأحد مهما كان حجمه أو قوة تأثيره.
70 عاماً لدولة شابة، شابة في أفكارها وسرعة إنجازاتها، دولة تعمد في المقام الأول استحداث أفضل التقنيات لمستقبل أفضل، دولة تحمل هم القضايا البيئية وتحارب من أجل الحفاظ على البيئة وبناء مستقبل مستدام غير معتمد على الأساليب التقليدية في إنتاج الطاقة واستخداماتها، وأيضاً الوقوف مع جميع شعوب العالم من خلال دعم مشاريع الطاقة المتجددة ووسائل النقل الحديثة والصديقة للبيئة، كل هذا لإيمان القيادة الصينية بأن هذه الأرض ملك للجميع وأن حياتنا جميعاً مرهونة بسلامة البيئة التي تحيط بنا، وهذا ما على دول العالم أن يفهمه ويعمل من أجله، وهذا ما وضحته القيادة الصينية في العديد من المناسبات، والمسيرة مستمرة للوصول لبيئة مستدامة واقتصاد أخضر يعتمد على الطاقة المتجددة واستخدام مصادر صديقة للبيئة في جميع مناحي الحياة.
70 عاماً والصداقة مع الجميع هو النهج الذي ترب عليه الشعب الصيني والمستمد من القيادة الصينية التي ترى في الجميع جزءاً يشاركها هذا الكوكب، فأينما ذهب ستجد الترحيب الكبير بالمواطن الصيني الذي استطاع بناء نهضته بنفسه واعتمد على ذاته، استطاع أن يغير قواعد اللعبة ويحفظ استقرار العالم سياسياً واقتصادياً، وهذا الأمر لم يأتي من فراغ إنما كان للدولة الصينية توجه واضح منذ البداية بأن أفراد الشعب هم الجند المجند لبناء الوطن، وهم الأبطال الحقيقيون الذين سيرسمون القوة الناعمة للدولة الصينية، وهم من سيفخر وطنهم بهم، هذا المواطن الصديق للجميع ومرحب فيه أينما طاب ورحل فقد كان الرهان الصيني أن الصداقة أقوى وأبقى من العدائية مهما طال الزمن أو تغيير.
لا تحتفل الصين هذه الأيام بمرور 70 عاماً على تأسيسها إنما مرور 70 عاماً على نهضة العالم وتغيير مجريات الحياة على هذا الكوكب، فالصين والدولة الصينية قامت خلال هذه السنوات بالسعي نحو حياة أفضل بجميع المقاييس، والابتعاد عن مهدمات الحياة، الحروب والنزاع، وسعت لحفظ الأمن في جميع أشكاله وأنواعه، واليوم تحتفل الصين مع من يشاركها الرؤية السلمية لمستقبل الشعوب، تحتفل مع الأصدقاء من شرق الأرض إلى مغربها ممن كانوا أوفياء لمستقبل البشرية، ممن هم مؤمنين أن التنمية هي أساس البناء، وأن الحياة الرغيدة هي اللبنة الأساسية للاستقرار، وأن هذا الكوكب هو ملك للجميع والمحافظة عليه مسؤولية مشتركة، وأن المستقبل يجب أن يحمل معه كل ما هو متطور وحديث ليسهل الحياة ويزيل المعيقات لا أن يعمل على تعقيدها.
70 عاماً والمسيرة مستمرة لجمهورية الصين الشعبية، وينتظرها الكثير من التحديات المستقبلية التي تعد لها العتاد لتخطيها ومواصلة المسيرة التنموية في بناء الإنسان وتحسين حياته بجميع تفاصيلها، المسيرة مستمرة في بناء أفضل الممارسات التكنولوجية العالمية وتطويع علوم العالم لخدمة الشعوب والدول، الصين وجهة العالم وواجهة المستقبل.
*صحافي ومحلل سياسي
ينشر بترتيب مع «المجموعة الإعلامية الصينية الشرق الأوسط»