كان الهواء الرمادي والكثيف هو المرادف لمدينة بكين مترامية الأطراف التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، لكن لم يعد الأمر هكذا. فقد ذكرت شركة «كيو إير فيجيوال» QAir Airvisual السويسرية يوم الخميس الماضي أن العاصمة الصينية يمكن أن تختفي من قائمة أكثر 200 مدينة تلوثا في العالم، مع انخفاض تركيزات الجزئيات الصغيرة إلى أدنى مستوياتها في المدينة منذ المعدلات المسجلة عام 2008.
وتؤكد البيانات، التي تم الحصول عليها من أجهزة الاستشعار التي قامت السفارة الأميركية في بكين بتثبيتها وكذلك من السلطات المحلية الصينية، ما ذكره الكثير من السكان منذ فترة طويلة: تحسن ملحوظ –إن لم يكن كليا – في جو المدينة خلال العامين الماضيين، حيث فرضت الحكومة قيودا على حرق الفحم لأغراض التدفئة، وقامت بإغلاق المصانع المسببة للتلوث والإبقاء على الشاحنات الثقيلة خارج حدود المدينة.
وقد انخفض متوسط التركيزات لجزيئات PM2.5 بنسبة 60% تقريبا مقارنة بعام 2010، وفقا للشركة السويسرية المتخصصة في صناعة أجهزة تنقية الهواء والتي تصدر تقارير حول جودة الهواء في جميع أنحاء العالم بالشراكة مع منظمة «جرينبيس».
وحسب «لوري ميليفرتا»، من منظمة «جرينبيس»، فإنه على الرغم من التحسن الملموس في العاصمة، إلى أن مناطق أخرى يبدو أنها تتخلف حيث تسعى السلطات المحلية إلى تأجيج النمو وسط حالة من التباطؤ الاقتصادي.
وأشار «ميليفرتا» إلى أن انبعاثات مركبات مثل أكسيد النيتروجين في قلب المنطقة الصناعية بشمال الصين قد ارتفعت في العام الماضي بسبب زيادة إنتاج الإسمنت والصلب الذي يغذي طفرة البناء التي حفزتها الحكومة.
وقال ميليفرتا إن السؤال الرئيسي الآن هو ما إذا كانت المقاطعات الصينية ستلتزم بسقف استهلاك الفحم الذي حددته الحكومة المركزية للعام المقبل في محاولة لدفع البلاد نحو طاقة أكثر نظافة. السُلطات الصينية تتعرض لضغوط منذ عقود بسبب التدهور البيئي، لذا فإنها تستثمر بقوة كي تصبح الصين رائدا في التقنيات الخضراء مثل الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية.
جيري شيه
مراسل صحيفة «واشنطن بوست» في الصين
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»