كانت «ماري سميث جونز» هي آخر من تحدث لغة «إياك»، وهي لغة قبيلة كانت تستخدم في ألاسكا، وتوفيت عام 2008. قبل ذلك بعام، قام علماء اللغة بتسجيلات لـ «تشارلي مولدونجا» في المناطق النائية من الإقليم الشمالي لأستراليا، في محاولة محمومة لتعلم قدر المستطاع عن اللغة «الأمورجية» (أمورداج) - واحدة من أكثر من 200 لغة من لغات السكان الأصليين في القارة - قبل أن يذهب آخر شخص عرف كيف يتحدث هذه اللغة.
في قصة الغلاف لهذا الأسبوع، ينظر الكاتب «هاري بروينيوس» في منطقة «كوينز» في نيويورك، المكان الأكثر تنوعاً من الناحية اللغوية على هذا الكوكب، حيث يتحدث الناس بحوالي 800 لغة هناك. لكن قصته أيضا تتحدث عن الضياع -عن الكثير من اللاجئين اللغويين في كوينز/ بعضٍ من آخر الأحياء الذين يتحدثون لغتهم. ومع اندماجهم في أميركا، فإنهم يعجّلون باختفاء لغتهم الأم.
وقد كُتب الكثير عن الانقراض الجماعي للأنواع اليوم، لكن علماء اللغويات يشيرون إلى انقراض مماثل للغة. فواحدة من لغات العالم التي يقدر عددها بـ 6800 تموت كل أسبوعين. ونحو 80% من سكان العالم يتحدثون لغة واحدة من بين 83 لغة.
ربما تكون القوى شريرة –حيث تجبر الثقافات المهيمنة الآخرين على التخلي عن لغاتهم وثقافتهم. لكنهم أيضاً يمكن أن يكونوا نتيجة ثانوية لاندماج لا مصدر له مع تقارب العالم.
فما التكلفة؟ بالنسبة للناطقين بلغات تتلاشى، هناك شيء حميم وعزيز يتلاشى. وفيما تُجبر الضغوط الاقتصادية والمناخية سكان جزر مارشال على مغادرة وطنهم، أصبحت «سبرينجديل»، بولاية أركانساس، موطناً لثاني أكبر مجموعة من المتحدثين بلغة جزر مارشال في العالم. ولا يمكن للثقافة أن تعيش من دون لغة.
بيد أن هناك تكلفة أكبر. فثلث لغات العالم ليس لديها نظام مكتوب. وفقدان اللغة يشبه فقدان مكتبة مليئة بالكتب الفريدة من نوعها.
في لغة «جرينلاند»، تحتوي الكلمات على مفاهيم معقدة تخاطب معرفة الشعوب الأصلية غير القابلة للترجمة ببيئتهم. وعلى سبيل المثال، فإن كلمة isersarneq تعني: «هذه هي الرياح في الخليج الضيق التي تأتي من البحر، وسيكون من الصعب الوصول للمنزل، ولكن بمجرد أن تخرج من الخليج الضيق، سيكون الطقس لطيفا». أما لغة «ألجونكين» المبنية على الأفعال، فهي تخاطب وجهة نظر عالمية مختلفة اختلافاً جذرياً، وهي تركز على الأفعال أكثر من الأشياء.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»