إن تعليم الجمهور بشأن الصحة «ضروري لكنه ليس كافياً»، كما ذكر أحد أساتذتي في علم الأوبئة. فحملات التوعية لا تكفي كي يقلص أفراد الجمهور أوزانهم أو يتوقفوا عن التدخين، على سبيل المثال. والتوعية لعقود بشأن خطورة ترك الأطفال دون رقيب في السيارات.. لم تكن كافية ليغير الجمهور سلوكه. ومقتل توأمين يبلغ عمرهما 11 شهراً في 26 يوليو الماضي في سيارة بسبب ارتفاع درجة الحرارة في منطقة برونكس بشمال ولاية نيويورك، دفع للتفكير في حلول تكنولوجية مبتكرة للمشكلة. فقد أشارت منظمة «لا لضربات الحر» التي ترصد الوفيات الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة في السيارات، إلى أن العدد المتوسط لهذه الوفيات سنوياً، منذ 1998، يبلغ 38 حالة، بينما سجل العام الماضي 53 حالة. والمؤكد أن 2019 سيسجل رقماً قياسياً آخر بعد أن أصبح العدد حتى الأسبوع الثاني من أغسطس 32 حالة. وأشارت جماعة «الأطفال والسيارات» الخاصة بأمن الأطفال، إلى أن «أكثر من 900 طفل لقوا حتفهم في سيارات ارتفعت درجة الحرارة فيها على امتداد البلاد منذ 1990»، وإلى أن 54% من الضحايا عمرهم عام أو أقل.
واقترحت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وسائل للمساعدة في منع هذه المآسي عبر التدريب على عادات معينة. لكن هذا ليس كافياً. وتطور المجسات في تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة واعدة، لكن ما مدى الصعوبة في تنبيه السائقين لوجود أشخاص داخل السيارة؟ أحد الأفكار المطروحة هي أن يكون هناك مجس يكتشف ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، بعد إطفاء المحرك مع تنبيه لانخفاض درجة حرارة المحرك تلقائياً.
ولا أحد من الآباء منزه عن نسيان طفله في السيارة، فجميعنا عرضة لفقدان التركيز الذي قد يؤدي إلى نتائج كارثية. والذين تعرضوا لحالات مشابهة يستحقون تعاطفنا وليس احتقارنا. وكي نتجنب مآسي مشابهة مستقبلا يتعين تزويد السيارات بمبتكرات تكنولوجية.
اميتا كالايتشاندران
طبية أطفال -أوتاوا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز يسيرفس»