منذ أن تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة، في عام 1971، على يد الأب الباني المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي تبذل الغالي والنفيس لفعل الخير ومد يدّ العون لكل معوزي العالم ومحتاجيه، أيّاً كانت جنسياتهم أو أعراقهم أو اللغات التي يتحدثون بها، أو المناطق الجغرافية التي يعيشون فيها، فالعطاء والتضامن والوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء هو مبدأ سامٍ للدولة وقيادتها الرشيدة التي تواصل الخطى بإسعاد الآخر وتقديم الخير، ومؤازرة الإنسان من دون تمييز، حتى باتت نموذجاً يحتذى به في العطاء، وقدوة حسنة في الخير والتضامن، وكما أرادها الشيخ زايد، رحمه الله.
وانطلاقاً من تقدير القيادة الرشيدة للعطاء والمعطائين، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مؤخراً، فريق «سفراء العطاء» الطلابي الذي أطلق في عام 2017، تزامناً مع عام العطاء، لمشاركته في أعمال تطوعية في أذربيجان وماليزيا وزنجبار، خلال الإجازة الدراسية الصيفية، كجزء من فعاليات الدورة الرابعة لمبادرة «سفراؤنا» التي تنفذها وزارة التربية والتعليم، حيث أكد سموه أن العمل التطوعي وتعزيز قيم العطاء والتعاون، يشكلان ركيزة أساسية في توجهات دولة الإمارات منذ أن تأسست، مشيراً سموه إلى أن الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أرست نهجاً ثابتاً ومنظومة عمل تطوعي أصيلة بجهود أبنائها بما تحمله من قيم والتزام أخلاقي تجاه خدمة الإنسان وسعادته وصون كرامته أينما كان.
إن اهتمام الدولة، قيادة ومؤسسات وأفراداً، بتأصيل ثقافة الخير والعطاء والتضامن وإغاثة الملهوف، يزداد توسعاً وتأثيراً في حياة الشعوب والدول يوماً بعد يوم، وهو ما يتجلى بإشادة وزيرة الصحة الفرنسية، آنييس بوزين، قبل أيام، بجهود دولة الإمارات الداعمة للقطاع الطبي في اليمن، من أجل مواجهة الأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمنيون، ومكافحة الأمراض والأوبئة التي تحاصرهم، خاصة شبكات المياه النقية الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي، مؤكدة تقدير المجتمع الدولي لدولة الإمارات في دعمها لمستشفيات محافظة الضالع بمساعدات بلغت 14 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية مؤخراً، تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتية التي وفرت أدوية ومستلزمات طبية لعشرة مراكز طبية، ودعمت 600 جريح يمني منذ مطلع العام الجاري، بتسفيرهم لتلقي العلاج في مستشفيات دولية، ودعمت أكثر من 150 من ذوي الإعاقة بوسائل حركة وأطراف صناعية، وهو ما يفسّر تصدّر دولة الإمارات لقائمة الدول الداعمة لليمن والأكثر نشاطاً على مستوى العالم في مجال الإغاثة وإنقاذ الحياة.
لقد سارت دولة الإمارات، بقيادتها وحكومتها وشعبها، على نهج زايد في الخير والعطاء، فقدّمت العديد من المبادرات التي رفعت المعاناة عن المحتاجين في العالم، ووفرت لهم المشروعات التنموية التي تعلي من شأن الحياة في عيونهم، من خدمات صحية وصحية وتعليمية وبنى تحتية، حتى تحولت إلى وطن سخر أبناءه وأمواله ومؤسساته من أجل الخير والعطاء، لتمكين هذه الشعوب من مواجهة الفقر والمرض، وباتت رمزاً للعطاء والتعاون والمساعدة، متربعة على رأس قائمة الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والإنمائية على مستوى العالم لأعوام متتالية، وفقاً للعديد من التقارير الدولية الصادرة بهذا الشأن التي تشيد بمبادرات دولة الإمارات الإنسانية والتنموية التي تسهم في تحسين ظروف الحياة وتطوير مستوى الخدمات، وتعزيز قدرات كل المحتاجين في العالم على مواجهة التحديات في مختلف المجالات.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية