في الأسبوع الماضي، توصل البيت الأبيض إلى اتفاق خاص بالموازنة مع الأعضاء «الديمقراطيين» في مجلس النواب يقضي بزيادة الإنفاق بمئات المليارات على الحدود القصوى المحددة في اتفاق 2011 بين إدارة أوباما ومجلس النواب الذي كان يسيطر عليه «الجمهوريون» في ذلك الوقت. وفي برنامج «فوكس نيوز يوم الأحد»، عرض «كريس والاس» فيديو للرئيس دونالد ترامب وهو يعد بتحقيق توازن في الموازنة في غضون خمس سنوات، ثم أشار إلى بعض الأرقام المؤلمة التي ذكرها«ميك مولفاني»، كبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة: «تراجع العجز في عهد أوباما بمعدل 11% سنوياً في فترة ولايته الثانية. وزاد العجز بنسبة 15% سنوياً في أول عامين للرئيس ترامب. وفي عهد الأخير، زادت ديوننا الوطنية بأكثر من 2 تريليون دولار. وإذا تمت الموافقة على مشروع القانون هذا، فإن التقديرات تشير إلى أن ديون ترامب ستتجاوز 4 تريليونات دولار».
وقال «مولفاني» إنهم كان يتعين عليهم التعامل مع «الديمقراطيين» في مجلس النواب، إلا أن «والاس» لاحظ أن الحزب «الجمهوري» كان يسيطر على مجلس النواب في العامين الأولين. ورد «مولفاني» نعم، الذين ألقوا موازنتنا في سلة المهملات.
مهلاً: لقد قام «الجمهوريون» في مجلس النواب بإلقاء مشروع القانون الذي قدمه الرئيس في سلة المهملات منذ البداية، لكن «الديمقراطيين» في مجلس الشيوخ دمروه أيضاً، أليس كذلك؟ وحتى إذا تناولنا الأمر بشكل منفصل، فإن هذه الحجج لا تصمد. في كلتا الحالتين، لم يجعل البيت الأبيض أو «الجمهوريون» في الكونجرس خفض الإنفاق أولوية، سواء في المفاوضات مع «الديمقراطيين» أو في استراتيجيتهم السياسية الأوسع لمفاوضات الميزانية. والحقيقة هي أنه عندما يكون الوضع حرجاً، فإن خفض العجز لا يتصدر قائمة أولويات «الجمهوريين».
وبعبارة أخرى، كل هذه السياسات كانت أكثر أهمية من خفض الإنفاق. وتجدر الإشارة أيضا إلى أنه في حين أن ثلثي الجمهوريين في مجلس النواب صوتوا ضد اتفاق الإنفاق هذا العام، فإنهم صوتوا لصالح زيادات مماثلة في الإنفاق عندما كانوا أغلبية. يبدو أنه عندما يكون الوضع حرجاً، هؤلاء «الجمهوريين» لا يبالون حقاً بخفض العجز أيضاً.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»