يُشهد لدولة الإمارات العربية المتحدة، انخراطها في القضايا التي تعلي من شأن الشعوب وقضاياها العادلة، وذلك بتقديمها مختلف أشكال الدعم والمساندة، سواء تعلق الأمر بمساعدات معنوية أو مالية أو عينية، وهي سياسة تستجيب للعهد الذي أسس له، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالوقوف إلى جانب من يحتاج إلى مد يد العون والتضامن والمؤازرة، ومساعدته في تجاوز حالة العوز والحاجة، وتأمين الظروف الإنسانية الملائمة لعيشهم وكرامتهم، من خلال التكفل بحقوقهم الأساسية والتي يقع على رأسها التعليم والصحة والإسكان.
وقد أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة في مواصلة لالتزاماتها الخاصة بالوقوف إلى صف الشعب الفلسطيني، ونصرة قضاياه، تقديم منحة بقيمة 50 مليون دولار أميركي، أي ما يعادل مبلغ (183) مليون درهم إماراتي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بهدف تسهيل مهام الوكالة في تقديم المشاريع الصحية للاجئين الفلسطينيين، وبما يضمن حصولهم على حقوقهم من التعليم، ويدعم الوكالة ويمكّنها من الاستمرار في تقديم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين فلسطيني يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة، وخاصة الأمهات والأطفال والفئات الضعيفة. فقد ثمنت دولة الإمارات في بيان أصدرته وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أول من أمس السبت، جهود المفوض العام لـ «الأونروا» والعاملين في الوكالة، في استمرار تقديم الوكالة لخدماتها للاجئين الفلسطينيين على الوجه الأكمل، ولاسيما في ظل التحديات المالية التي تعاني منها ميزانية الوكالة، وخاصة أنها موكلة بمهام غاية في الإنسانية، تهدف إلى بناء مستقبل أفضل للشباب يتعلق بتقديم خدمات ومساعدات حيوية لهم.
وتفعيلاً لسياسة مساعداتها الخارجية الهادفة إلى دعم المشروعات التنموية للشعوب، جاء دعم دولة الإمارات بهذا المبلغ للأونروا، انطلاقاً من إيمانها بأن التعليم يقع على سلم أولويات الاحتياجات الإنسانية، بوصفه المحرك الرئيسي للنماء والازدهار، وهو ما يؤكده مسار المساعدات التي قدمتها الدولة في هذا الجانب للوكالة، حيث بلغت قيمتها خلال السنتين الماضيتين، أكثر من 364 مليون دولار، من ضمنها المساهمة بـ 50 مليون دولار لدعم برنامج الأونروا في التعليم خلال العام الماضي 2018، فضلاً عن دعم مجموعة خدمات أخرى، كالصحة وتوفير فرص العمل للاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى تقديم مليوني دولار للوكالة في شباط عام 2018، بهدف توفير الوقود لمحطات الكهرباء لدعم المستشفيات في قطاع غزة.
وتواصل دولة الإمارات تقديم التزاماتها في دعم القضايا الإنسانية الملحة للشعوب، إيماناً منها بأن هذه الالتزامات هي واجب إنساني لا يمكن التغاضي عنه، بغض النظر عن الجنس أو الدين أو اللغة أو الموقع الجغرافي، ما دام الهدف من تلك المساعدات هو التخفيف عن كاهل المحتاجين في كل مكان، بينما تقع القضية الفلسطينية على رأس أولويات القيادة الرشيدة، في الدعم والتضامن والمساندة.
وفضلاً عن تأمين حقوق اللاجئين الفلسطينيين الإنسانية والحيوية، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤكد دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني في التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل لقضيته التي هي قضية كل صاحب ضمير حي، يؤمن بضرورة إنهاء معاناة الشعوب المظلومة. فلطالما ظلت دولة الإمارات تدعم بقوة إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود يونيو1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتدعو كل القوى المؤثرة عالمياً في الاهتمام بالوضع الإنساني المتدهور في الأراضي الفلسطينية، وتهيب بالمجتمع الدولي إلى مواصلة تحقيق تقدم في العملية السياسية للتوصل إلى حل عادل وشامل للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، ووقف أنشطة إسرائيل الاستيطانية بما يضمن الأمن والسلام للجميع ويحقق أهداف التنمية المستدامة لفلسطين.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.