أجرى «آدم سكيف»، النائب «الديمقراطي» عن ولاية كاليفورنيا ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، حواراً مع «سارا سويشر» مذيعة قناة «فوكس» مؤخراً، ولا بد أن يقلق ذلك الحوار جميع من يعتقد أن انتخاباتنا الأميركية يجب أن تكون خالية من أي تدخل أجنبي.
وبالطبع، لا يشمل ذلك زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ «ميتش ماكونيل»، السيناتور «الجمهوري» عن ولاية «كينتاكي»، الذي يرفض السماح للمجلس بالتصويت على أي من القوانين الكثيرة التي طالبت بدعم النظام السياسي الأميركي في مواجهة مثل ذلك التدخل التخريبي.
لذا، يعني ذلك استبعاد أي مواجهة تشريعية جادّة قبل وقوع الهجوم المقبل على العملية السياسية الأميركية. لكن الأكثر إثارة للدهشة هو مدى اقتناع «الديمقراطيين» الذين اطلعوا على المعلومات الاستخباراتية بأن ذلك سيحدث حقيقة.
ويشير «سكيف» إلى أن «فيسبوك» رفضت، مؤخراً، حذف فيديو انتشر بعد أن تم تحريفه لجعل رئيسة مجلس النواب «نانسي بيلوسي» تبدو مخمورة، ويلفت إلى أنه لا شركات التكنولوجيا متأهبة بالسياسات الواعية، ولا الحكومة الأميركية جاهزة بالتكنولوجيا اللازمة لاكتشاف الأخبار الزائفة المتطورة.
وذكر أن الشعب الأميركي عموماً لا يعرف ما نشير إليه عندما نتحدث عن «أخبار زائفة عميقة»، كما أنه ليس أمامنا وقت طويل، فلم تعد هناك سوى ثمانية أشهر قبل بدء المنافسات التمهيدية، لمحاولة إعداد الشعب وإعداد أنفسنا وتحديد الخطوات اللازمة لحماية أميركا من ذلك النوع من المعلومات المضللة.
وما يزيد القلق أن المسؤولين الاستخباراتيين في إدارة ترامب أنفسهم، يتفقون مع «الديمقراطيين» بشأن الاحتمال الخطير بوقوع هجوم آخر على الديمقراطية الأميركية. وأعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بي آي» «كريستوفر راي» أن «التهديد يتزايد»، وأن علينا أن نعزز قدرتنا، لكنه أكد أيضاً أن قوات إنفاذ القانون تبلي بلاء حسناً في الاستعداد له.
من جانبه، أعلن مدير الاستخبارات الوطنية «دانيال كوتس»، الأسبوع الماضي، عن استحداث منصب جديد لتنسيق أمن الانتخابات بين وكالات الاستخبارات المختلفة. لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيكون كافياً أم لا.
*كاتب أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»