قام الرئيس دونالد ترامب، بشيء تاريخي، قبل بضعة أيام. فأمام الكاميرات أصبح ترامب أول رئيس أميركي يعبر خط الترسيم الذي يفصل بين الكوريتين.
والتزم كيم بسعادة، محققاً إنجازاً لا مثيل له من قبل والده أو جده. وهكذا، أمام حشد من الحراس الشخصيين والصحفيين، خطا ترامب عبر مركبات «بانمونجوم» المطلية باللون الأزرق وحصل على صورة تذكارية. ولا يمكن للتصرفات المصطنعة وعدم اليقين في الوقت الراهن إخفاء النمط الترامبي. وكما أشار «ديفيد ناكامورا»، من صحيفة واشنطن بوست، فإن المصافحة التي تمت عند خط العرض 38 كانت آخر حلقة من سلسلة من اللحظات المنظمة بعناية على مدى العامين الماضيين.
وقد شجب النقاد، ومن بينهم المرشحون «الديمقراطيون» البارزون لانتخابات 2020، المصافحة باعتبارها مثالاً آخر لترامب وهو يتعامل مع ديكتاتور دون فائدة استراتيجية واضحة. وبعد أن قام ترامب بخطوته التاريخية، جلس الزعيمان لعقد اجتماع ثنائي تم الترتيب له في عجالة على الجانب الكوري الجنوبي من الحدود. وتبين أن المحادثات المتوقفة حول إخلاء كوريا الشمالية من الأسلحة النووية ستُستأنف، وأنه من المرجح أن يكون كيم قد تمت دعوته للقيام بزيارة غير مسبوقة للبيت الأبيض.
لكن الخبراء أشاروا، إلى أنه لم يكن هناك تقدم ملموس بين الجانبين، قبل ظهور ترامب على الحدود، والذي كان بمثابة تنازل هائل لدولة شمولية معزولة منذ فترة طويلة. فالزعيم كيم يريد التخفيف من العقوبات الدولية، بينما يريد البيت الأبيض إزالة خطر البرنامج النووي لكوريا الشمالية. ولا توجد نتيجة متوقعة، على الأقل على المدى القريب.
يقول«دويون كيم»، وهو زميل بارز بـ«مركز الأمن الأميركي الجديد» في واشنطن، إن الطريق للمضي قدماً سيكون«صعباً»، ومتوقفاً على سلسلة من الصفقات التدريجية وعملية دبلوماسية طويلة وشاقة. وحتى الآن، مع ذلك، أظهر ترامب القليل من الصبر والقدرة على التحمل لهذا النوع من المسار المحفوف بالمخاطر.
ولعل العلامة المشجعة، بالنسبة لأصحاب الرأي المسالم، كانت غياب «جون بولتون»، مستشار الأمن القومي لترامب، وهو صقر عمل قبل عقود على تخريب جولات دبلوماسية سابقة مع بيونج يانج. ومن الواضح أن «بولتون» كان في العاصمة المنغولية لعقد اجتماعات منفصلة، بينما كان «ستيفن بيجون»، الممثل الخاص للولايات المتحدة في كوريا الشمالية، والذي اصطدم مع بولتون، بجوار ترامب.
ولكن لا يتوقع كثير من المحللين حدوث أي انفراجات قريباً. وكل هذا الحشد صرف الانتباه عن حقيقة واحدة بارزة: أن كوريا الشمالية لم تتخل عن أسلحتها النووية. وفي الواقع، من المرجح أن يكون لديها الآن مواد نووية أكثر مما كان لديها قبل عام.

*كاتب أميركي متخصص في الشؤون الخارجية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»