يواجه المهاجرون الذين يعبرون الحدود الأميركية الجنوبية، قادمين من المكسيك ودول أميركا اللاتينية الأخرى، ظروفاً صعبة أثناء احتجازهم في ولاية تكساس، وهو ما دفع المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة «ميشيل باشليه»، إلى الإعراب عن صدمتها الشديدة بسبب هذه الظروف التي تُفرض على المهاجرين، ووبخت الحكومة الفيدرالية الأميركية بسبب إخفاقها في إيجاد بدائل أخرى غير الاحتجاز.
ولا ينبغي اللجوء إلى تقييد حرية المهاجرين واللاجئين البالغين إلا بعد استنفاد كافة الوسائل الأخرى، وإذا كان احتجازهم ضرورياً فلا بد أن يكون لأقصر فترة ممكنة وفي ظل ظروف تلبي معايير حقوق الإنسان الدولية، بحسب «باشليه».
ويضطر الأطفال في مراكز الاحتجاز الأميركية إلى النوم على الأرض في مرافق مزدحمة من دون توفير أية رعاية صحية أو طعام ملائمين، وفي ظل ظروف نظافة بالغة السوء.
وفي 2018، انتقد الأمير زيد بن رعد الحسين، سلف «باشليه»، سياسة فصل الأطفال التي تنتهجها إدارة ترامب، لاسيما أنها لن تردع الآباء عن الهجرة إلى أميركا، وفي الوقت ذاته تشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الأطفال.
ولاحتجاز المهاجرين تأثير شديد على صحة الأطفال ونموهم. واعتبر عدد من منظمات حقوق الإنسان أن احتجاز الأطفال المهاجرين في ظل الظروف الراهنة عند الحدود الأميركية، يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، ويعتبر معاملة قاسية وغير إنسانية.
ويتفق تقييم «باشليه» مع ما توصل إليه مكتب المفتش العام التابع لوزارة الأمن الداخلي الأميركية، فقد اعتبر أن الوضع الملحّ حالياً يقتضي «اهتماماً وتحركاً فورياً»، ونصح الحكومة الفيدرالية باتخاذ خطوات مباشرة لتخفيف الازدحام الخطير وفترات الاحتجاز الطويلة للأطفال والبالغين.
وتمنع بعض مراكز الاحتجاز الأميركية الأطفال من الاستحمام، وبعض الأطفال دون سنّ السابعة احتجزوا في مراكز شديدة الازدحام لمدة تزيد على أسبوعين. وبعض المراكز ضاقت بما فيها بدرجة جعلت مهاجرين بالغين يضطرون إلى الوقوف على أقدامهم لأيام.
وعلى رغم من الانتقادات كافة والظروف المأساوية التي يتعرض لها اللاجئون، فإن مسؤولين في وزارة الأمن الداخلي الأميركية لا يزالون ثابتين على موقفهم في الدفاع عن الأوضاع في مراكز الدوريات الحدودية.
*ديانا بول: صحفية أميركية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»