صحيح أن «الديمقراطيين» أصبحوا أغلبية في مجلس النواب، لكن ما القيمة الحقيقية لأغلبيتهم تلك؟ فمازال ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية «الجمهورية» في مجلس الشيوخ يباهى بأنه «قاتل» التشريعات التي يقرها مجلس النواب. والرئيس دونالد ترامب يسخر من «الديمقراطيين» لأنهم لم ينجزوا أي شيء. ومازالت وسائل الإعلام تركز على احتمال توجيه اتهام للرئيس والمحقق الخاص والروس بدلاً من التركيز على السياسات.
والواقع أن «الديمقراطيين» في مجلس النواب يظهرون ما يمكن تحقيقه إذا قرر الناخبون تسليم مجلس الشيوخ والبيت الأبيض للحزب «الديمقراطي»، فقد أقروا تشريعات مهمة وعقدوا جلسات استماع محورية وبدأوا في كشف وفحص الفساد المنتشر في إدارة ترامب. وأثبتوا أن الناخبين سيشعرون بفارق إذا لم يقف ماكونيل وترامب في طريقهم.
وفي أول مشروع قانون وهو «قانون من أجل الشعب»، أقر «الديمقراطيون» في مجلس الشعب أشمل الإصلاحات الديمقراطية في التاريخ. فهو يساعد في تخفيف تأثير المال على السياسة. ويضع قيوداً صارمة على حشد الدعم الأجنبي ويلزم بكشف المتبرعين للجان العمل السياسية الكبيرة وبكشف «الأموال المظلمة». ويطالب مشروع القانون المرشحين لمنصب الرئيس ونائب الرئيس بالكشف عن إقراراتهم الضريبية لعشر سنوات. وينهي التلاعب الحزبي في رسم حدود الدوائر الانتخابية، وغيرها من الإصلاحات. وإذا تحول المشروع إلى قانون، ستصبح الانتخابات الأميركية أكثر نزاهة وأمانة وأقل تعرضا لهيمنة أصحاب الأموال، لكن «ماكونيل» منع مشروع القانون من العرض على مجلس الشيوخ للتصويت عليه.
وبخلاف مشروع القانون الشامل هذا، أقر مجلس النواب أيضا تشريعاً يوفر المساواة في الأجر للنساء ويحظر التمييز على أساس الهوية الجنسية، ويحمي «الحالمين»، ويشق طريقا للحصول على الجنسية. وأقر مشروع قانون يقلص أسعار العقاقير العلاجية. وأقر المجلس عملية فحص شاملة لسجل كل الراغبين في شراء أسلحة.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، بدأ التقدميون في مجلس النواب يسعون في طريق إنهاء «الحروب الحمقاء». وأقر مجلس النواب الشهر الماضي مشروع قانون حثت عليه النائبة «الديمقراطية» باربرا لي لإنهاء التفويض باستخدام القوة العسكرية الذي أُقر عام 2001 والذي استخدمه الرؤساء لتسويغ التدخلات على امتداد العالم. وخانا يحرك حالياً تعديلاً لمشروع تفويض دفاعي يحظر استخدام أي تمويل للحرب في إيران دون موافقة من الكونجرس.
*محررة وناشرة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»