ما زالت دولة الإمارات العربية المتحدة، تتصدر قائمة الدول الأكثر عطاء في العالم، حيث أسهمت مساعداتها الإنسانية التي قدمتها خلال السنوات الخمس الأخيرة، في إنقاذ ملايين المحتاجين من المجاعات والأوبئة المرتبطة بسوء التغذية والحاجة الماسة إلى الغذاء، كما لعبت دوراً كبيراً في استقرار الدول والشعوب التي عانت ويلات النزوح واللجوء جراء الحروب والصراعات والكوارث الطبيعة. وجاء استقبال مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» مؤخراً، وفداً من مؤسسة «زايد للأعمال الخيرية والإنسانية» لبحث آفاق التعاون المشترك بينهما في مختلف مجالات العمل الخيري والإنساني، ولاسيما نشر التعليم، وترسيخ قيم التسامح، والجوائز التقديرية للأعمال الإنسانية، وبما يحقق المزيد من نمو العمل الخيري والإنساني الذي تضطلع به دولة الإمارات محلياً وعالمياً، ويعزز مكانتها في مجالات العمل الإنساني على الصعيد العالمي بشكل أوسع.
وبناء على الجهود الإنسانية الكبيرة التي تبذلها المؤسسات الخيرية الإماراتية في بذل الجهود الجبارة في إيصال مساعداتها الإنسانية، الشاملة والمتنوعة للعديد من الدول والمناطق المستهدفة، فإن اللقاء التنسيقي الذي جمع هاتين المؤسستين يعبّر عن تضافر الجهود في المؤسسات الوطنية في أعمال الخير والإحسان، وهي التي تأتي استكمالاً لمسيرة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في العطاء الإنساني، الذي تطور ونما ليصبح على شكل مشروعات تنموية مستدامة، تلبي احتياجات المجتمعات الأساسية من كل الخدمات، وأهمها: الصحة والتعليم والسكن والبنية التحتية، وغير ذلك، وبما يحقق العيش الكريم لمحتاجي الدعم والرعاية، ويرتقي بجودة حياتهم.
إن دولة الإمارات تفخر بالمكانة التي حققتها عالمياً في مجالات العمل الإنساني، وخاصة تلك التي قدمتها للدول النامية التي تمكنت من سد فجوات كبيرة في العديد من القطاعات المتضررة لديها، كمشاريع البنية التحتية، والتنمية الحضرية والطرق ووسائل المواصلات والمستشفيات والخدمات الطبية والتعليم والطاقة المتجددة، حيث تحرص القيادة الرشيدة في الدولة على تحقيق أهدافها الإنسانية في العطاء والبذل، بجهود كبيرة ونوعية، الأمر الذي يكشف عنه وصول قيمة المنح التي قدمتها دولة الإمارات خلال عام 2018، إلى نحو 19.8 مليار درهم، وبنسبة نمو وصلت إلى 14.7% مقارنة بعام 2017، حيث وصلت قيمة المنح التي قدمتها دولة الإمارات خلال النصف الأول من عام 2018، نحو 6.8 مليار درهم، بحسب مصرف الإمارات المركزي استناداً إلى إحصاءات وزارة المالية.
لقد أكدت دولة الإمارات حضورها الكبير، على المستويين الإقليمي والدولي، في مجالات العمل الإنساني، الأمر الذي حوّلها كذلك إلى دولة حاضرة وفاعلة دبلوماسياً وسياسياً، وهو ما شكل بدوره دعامة كبير للقوة الناعمة لدولة لإمارات على مستوى العالم، نظراً إلى تنوع نشاطاتها الإنسانية خلال السنوات الأخيرة، وهي التي لا ترتبط بأي ولاءات سياسية، وإنما تنبثق لدواعٍ إنسانية خالصة، فنجاح دولة الإمارات في المحافظة على أن تتبوأ صدارة الدول المانحة، لم يكن من قبيل المصادفة، وإنما هو نتيجة لتخطيط محكم يقوم على رسم السياسات وتحديد الأهداف بعقلانية وموضوعية، إذ تصدرت وللمرة الخامسة على التوالي، قائمة أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات الإنمائية الرسمية، قياساً إلى دخلها القومي بنسبة 1.31%، وفقاً لبيانات صادرة عن لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في شهر أبريل 2018، وذلك بعد أن وضعت أجندة وطنية واضحة تتضمن العديد من المبادرات والخطط، ووفق مستوى عالٍ من التنسيق مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الناشطة في المجال الإنساني، الأمر الذي كان له الأثر البالغ في التخفيف من معاناة المتضررين، وتحسين جودة حياتهم في العديد من مناطق العالم، منخرطة بشكل جلي في دعم الشعوب المحتاجة، أياً كان جنسها أو لونها أو لغتها أو دينها أو موقعها الجغرافي.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية