في حوليات الرحلات الرئاسية في السياسة الخارجية ستكون رحلة دونالد ترامب في الآونة الأخيرة هي الأسوأ، إلى أن نرى الرحلة الخارجية التالية للرئيس الأميركي. فقد تهكم ترامب على فكرة أنه يجب أن يحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن التدخل في انتخاباتنا واندمج ترامب وجدانياً مع زعيم يعادي الصحافة مثله..
ويوم الجمعة الماضي، دعا ترامب الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، إلى قمة أخرى لالتقاط الصور. ويوم الأحد كان ترامب يصافح كيم ويستمتع باهتمام وسائل الإعلام أثناء اجتيازه المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين. وهذه ثالث مرة يلتقي فيها ترامب مع كيم، وهي اجتماعات لم نحصل في مقابلها على شيء. والواقع أن الأمر أكثر سوءاً من هذا، فترامب يتجه حالياً إلى تجاهل الاختبارات الصاروخية لكوريا الشمالية. كما تخلى ترامب عن المواجهة مع إيران، ما سمح للنظام الديني الحاكم في إيران أن يعاني القليل من العقوبات- لأن العقوبات الفارغة التي من أجل الاستعراض فقط لا قيمة لها- بعد إسقاط إيران طائرة أميركية بلا طيار فوق المياه الدولية.
ويستطيع أي طاغية استغلال ترامب ويلطخ سمعة الولايات المتحدة في أي وقت يغادر فيه الرئيس الأميركي البلاد. فما الذي يجب على المنافسين «الديمقراطيين» الذين يخوضون الآن سباقاً للترشح عن الحزب «الديمقراطي» في انتخابات الرئاسة فعله؟ عليهم التدرب على منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة وشن حملة على ترامب. ولزاماً عليهم أن ينتقدوا السياسة الخارجية المروعة التي يتبعها الرئيس الحالي.
ويجب على أي مرشح رئاسي «ديمقراطي» حصيف أن يبحث كل الوسائل التالية ويستخدمها كلها أو بعضها مثل جمع فريق من المستشارين في الأمن القومي لتقديم نقد لسياسة ترامب. والتفاعل مع وسائل الإعلام وإلقاء الضوء على سلوك ترامب المتهور. وعقد مؤتمر صحفي أسبوعي على الأقل يتعلق بالسياسة الخارجية لإدانة سلوك ترامب. وتقديم تصور عما يمكن أن يقوم به قائد أعلى مقتدر ومخلص. كما يجب القيام برحلة خارجية أو اثنتين في شهر أغسطس- فليس من المقرر فيه إجراء مناظرات- والاجتماع مع أقرب حلفائنا «الديمقراطيين» ومع جيراننا في أميركا الجنوبية والشمالية، والحصول على إفادات سرية بانتظام عن تطورات الأمن القومي.
وهذا يعني أن المرشح الذي يريد أن يحل محل ترامب عليه أن يظهر أن بمقدوره العمل بمستوى أكثر فعالية عن ترامب ويتبع سلوكاً أكثر شعوراً بالمسؤولية. ويجب انتقاد ترامب وسياساته الخارجية بشدة.
*كاتبة أميركية.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»